شهدت مراسم تشييع الشهداء في الحد الجنوبي حضورا كثيفا سواء من المواطنين والاهالي أو القادة الميدانيين للقوات المسلحة وحرس الحدود، تقديرا واعتزازا بشهداء الواجب العقيلي والحمزي والهزازي والعبسي بعد شهادتهم مضحين بأرواحهم مدافعين عن أرض الحرمين والوطن من محاولة كل من يحاول تدنيسها من المليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح. وفي قرية المجصص شرق محافظة أبو عريش حيث مراسم العزاء في الشهيد العميد إبراهيم الحمزي قال شقيقه محمد إن أخاه أبا عمار كان رجلا شجاعا ويغامر من اجل وطنه ولا يبالي وكنت اقول له دوماً انتبه لنفسك أخي فالنفس غالية، فكان يرد علينا بثقة وإيمان ويقول لا اغلى من وطني لا أغلى من مقدساتنا لماذا لا أقدم نفسي رخيصة من أجل ذلك. من جهة أخرى تحدث رقيب "م. د" في كتيبة المدرعات في الخطوط الأمامية قائلاً: أنا أحد الذين قاموا بالبحث عن الشهيد مع ضابط اخر وكتيبة تغطيه واستطعنا سحبه "يرحمه الله" مثخناً بجراحه تحت وابل من القصف من جهة العدو وآخرها قذيفة "آر بي جي" انفجرت في أحد الأسوار المجاورة لنا وسقط الجدار علينا ولكن استطعنا بفضل الله ثم بفضل التغطية الكثيفة من رجالنا البواسل بالذخيرة الحية سحبه من الخطوط الامامية وبه آثار مجموعة كبيرة من الطلقات في رأسه وبطنه وصدره وعثرنا على ثمانية عسكريين من الميليشيات المعتدية قتلى بجانبه رغم أنه كان يحمل سلاحه الشخصي فقط. وروى الرقيب "م .د" العديد من المواقف الشجاعة للعميد الحمزي وكيف تمكن "بفضل الله" ثم بخطته المحكمة مرات عديدة من سحق عشرات الحوثيين الذين هاجمونا على الحدود من عدة جهات مشيرا إلي أنه دائما وفي نهاية كل معركة يقول تعاملوا مع الاسرى والجرحى والقتلى المعتدين وفقاً للعقيدة العسكرية الإسلامية وكثيراً ما كان يفاجئنا بزيارات في وقت متأخر من الليل ونحن في الخطوط الأمامية ويرسم لنا خططا عسكرية مدعومة بكلمات إيمانية تعمق في نفوسنا اخلاقيات الجندي المسلم، فيما وصف قائده في الحرب السابقة مع الحوثيين اللواء ركن متقاعد أحمد محمد الفيفي الشهيد عميد إبراهيم الحمزي، أنه قائد فذ وشجاع وهو واحد من القادة العسكريين الذين كبدوا الحوثيين خسائر فادحة وكان بمثابة المرعب دوماً لهم معددا كثيراً من المواقف التي غامر الشهيد فيها بنفسه لإنقاذ مدنيين حوصروا من قبل المعتدين في القرى الحدودية مترحما على الشهيد وزملائه. فيما وقف أبناء الشهيد وهم كل من: عمار وعمر وعبدالله وعبادي وعبدالرحمن بكل فخر وهم يستقبلون المعزين وقالوا: والدنا دائماً ما يقول «لكل أجل كتاب» ونشعر أنه يطلب الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن وطنه ونحن وأخواتنا جواهر وجيهان وجميلة وجنان تحت توجيه قيادتنا لخدمة وطننا الغالي. فيما قال صديق الشهيد الحمزي ورفيق دربه الشيخ ضيف الله دراج شيخ حاكمة أبو عريش والعقدة ان العميد إبراهيم الحمزي كان قمة في الاخلاق والتدين وطاعة قادته وهو شخصية شجاعة يغامر في وجوه المعتدين بكل عتاد لديه ولا يبالي، وكان المعتدون الحوثيون يحاولون قنصه منذ الحرب السابقة واستعصى عليهم واستطاع "بتوفيق الله" إبادة العشرات منهم بكل بسالة، مبينا أنه كان دائم النصح له بأن يكون يقظاً عند تواجده في الخطوط الامامية فكان يضحك ويقول أنا متوكل على الله تعالى أولاً وأخيراً والمهم أن أقوم بواجبي على الوجه الأمثل. كما تحدث عمدة أبوعريش محمد حسن حكمي بقوله: " أولاً نحن فخورون بابن أبو عريش المواطن ابراهيم عمر الحمزي وما قدمه من ملاحم بطولية ستبقى في ذكرى كل من عرفه عن كثب والرجل دايماً ما يحمل وصيته في جيبه وكتيب حصن الأذكار ويردد قوله تعالي «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، مؤكدا إلى أنه كان مثالا للقائد العسكري الفذ المؤمن المخلص في علمه موازنا بين واجباته الأسرية والاجتماعية وبين التزاماته العملية. وما تزال وفود المعزين من رسميين ومواطنين ومقيمين ومشايخ قبائل وإعلاميين تتوافد للتعزية في شهداء الوطن في زيارات تعازي لأسر الشهداء، فيما قدم أشقاء الشهيد عقيد دكتور حسن غشوم عقيلي قائد حرس الحدود بالخوبة كل من علي وعبدالله وأحمد غشوم عقيلي خالص شكرهم للقيادة الكريمة ولسمو أمير منطقة جازان ولكل تلك الجموع الغفيرة التي شاركت في تقديم العزاء في فقيدهم الغالي وقال كل من ابنا الشهيد أسامة وانس حسن غشوم عقيلي إنهما فخوران كل الفخر بكل ما قدمه والدهم في خدمة وطنه الغالي إلي حين استشهاده وقالا والسعادة تملأ وجوههما حينما نسمع الآخرين يتحدثون حديثاً جميلاً ورائعاً عن والدنا البطل فإننا نشعر بالفخر والاعتزاز ونشعر بأننا أبطال مثله ومستعدون لتقديم أرواحنا فداء لوطننا الحبيب. مجالس العزاء تستقبل وفود التعزية في شهداء الواجب