السيارة، هذه الآلة الحبيبة العجيبة، جديرة بأن تحظى منا بالاهتمام والاحترام لما تقدمه لنا من خدمة قل نظيرها وعز بديلها. هي لا تتكلم بلسان ولا تنطق ببيان لكن سائقها يستطيع بقليل من الاهتمام ان يلمح أعراض الارهاق والتعب البادية عليها، ويستطيع ان يجنبها برد الشتاء وحر الصيف. كيف لا وقد اصبحت جزءا هاما لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تحل معنا حيث حللنا وترحل حيث رحلنا، نقاسمها المعيشة كل يوم، وتحملنا الى بلاد لا نصلها الا بشق الانفس. منزل متنقل، لنا فيه من وسائل الراحة والامان، والترفيه والخصوصية ما لا يدركه الا من يفقده. وبعد هذه المقدمة صار علينا جميعا يا من نجلس خلف عجلة القيادة ان نراعي ونتفقد عناصر هامة خلال سفرنا في ايام القيظ هذه: أولا: الإطارات: وذلك بالتحقق من صحة تركيبها ومناسبة ضغط الهواء فيها. إن تفقد الإطارات كل ساعتين أو كل 200 كيلو متر عند القيادة في طقس حار جدا امر في غاية الاهمية لمعرفتنا ان ضغط الهواء يزيد مع ارتفاع درجة الحرارة، فإذا كان الهواء في الإطارات حارا جدا، فيجب التوقف فورا حتى يبرد الهواء داخل هذه الإطارات. وإلا فإن هذه الإطارات ستكون معرضة للانفجار أو ان تشتعل فيها النيران، وما قد يتبع ذلك من مآس واحزان صعب ان تنسى مع الايام. ثانيا: زيت المحرك: هذا السائل العجيب يساعد على الحفاظ على المحرك باردا. تفقد وتأكد من وجود ما يكفي من زيت المحرك. وابق عينك على مقياس درجة حرارة الزيت، متأكدا أن درجة الحرارة هي ضمن النطاق المناسب. ثالثا: سائل تبريد المحرك: قبل البدء، تأكد من أن نظام تبريد المحرك لديه ما يكفي من الماء وفقا لتوجيهات الشركة المصنعة للمحرك، والتأكد من وقت لآخر من ان درجة حرارة الماء هي ضمن المعدل الطبيعي. والتوقف عن القيادة في أقرب مكان آمن ممكن ومحاولة التحري عن السبب. ولا بد من أخذ اقصى درجات الحيطة والحذر اذا كان لا بد من تدخلك انت شخصيا لمعالجة المشكلة. هذا بالنسبة للسيارة نفسها، واما بالنسبة للطريق فلا بد ايضا من اخذ اقصى درجات الحيطة والحذر عند مشاهدتك لبقع من سائل القطران (الزفت) على الطريق والذي قد يتسبب في حوادث انزلاق خطيرة. وتذكر دائما ان السرعات العالية وفي الظروف الجوية المثالية تتسبب في المزيد من سخونة المحرك والإطارات. وان كنت تريد ان تصل الى وجهتك سالما غانما، وان كنت تريد ان يخدمك الحديد كما تريد فارحم الحديد.