لماذا لا يجعل الزوجان سيد البشر عليه الصلاة والسلام قدوة لهما في كل شيء؟ لا اعتقد أن هناك مشكلة لو اتبع الأزواج أسلوب رسول الله في التعامل مع زوجاته فلن تكون هناك خلافات تؤدي إلى تفكك اسري وأطفال شوارع, ولا تربية أحادية الجانب ولا انحرافات سلوكية ولا تطرف وستستقيم الحياة وتستمر, الأمر لا يحتاج إلى تفكير وليس من المستحيل خاصة عندما تقابله طاعة واستجابة ومرونة ومعاملة بالمثل من الزوجات المتأسيات بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن, الرسول أوصى بالنساء خيرا ورفق بهن وقدر مشاعرهن كانسان احترمه الإسلام وكرمه وأعطاه حقوقه كاملة.. احبهن المصطفى أمهات وزوجات وأخوات وبنات (استوصوا بالنساء خيرا, فان المرأة خلقت من ضلع اعوج وان اعوج ما في الضلع أعلاه: فان ذهبت لتقيمه كسرته وان تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) وأوصى الذكور بالرأفة بضعف النساء وبإكرامهن (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم) او كما قال, واوصى الزوج بالحلم والأناة فان كره منها خلقا رضي منها آخر, والمؤمن المكتمل ايمانه منهم أحسنهم خلقا وافضلهم معاملة لزوجه (اكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا, وخياركم خياركم لنسائه) وكرم الام ورفع منزلتها حتى على الأب فهي أحق الناس بالصحبة وكرر ذلك ثلاثة لتعظيم منزلتها (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) .الخلافات الزوجية تقع في كل البيوت كما سميت ملح الحياة حتى في بيت الرسول عليه افضل الصلاة والسلام, فعندما غضبت عائشة رضي الله عنها لم يتذمر عليه السلام ولم يغضب ولم يسب او يشتم او يضرب بل وضع يده الكريمة على كتفها ودعا لها بالمغفرة( اللهم اغفر ذنبها واذهب غيظ قلبها, وعذها من الفتن) ولو كان غيره لسب وشتم وتذمر وربما ضرب.. وهو الذي عصمه الله عن الخطأ يطلب التحكيم في سوء تفاهم حدث بينه وبين عائشة رضي الله عنها, فيصعق ابو بكر كيف يكون حكما بين عائشة وسيد ولد آدم! وبدلال الزوجة تطلب ام المؤمنين ان يصدق الرسول الحديث فيغضب والدها ويصفعها فينزل الدم من انفها, فلم يرض الزوج الحنون عليه السلام هذا الفعل فيغضب ويغسل وجهها وثوبها بيده الشريفة, حليم هو ورحيم بأمته يضرب أروع الأمثلة في كل الأمور الدينية والدنيوية ومنها شأن الأسرة المسلمة لتشتد ويقوى عودها وترابطها وتماسكها على الخير والصلاح فتمد الأمة بنشء يعتز الإسلام بهم وبفخر وتمتد جذورها الصالحة عبر الزمان والى ان تقوم الساعة.