اكدت مصر انها تعتزم اعادة سفيرها الى اسرائيل قريبا اذا ما استمرت الروح الجديدة الايجابية في العلاقات بينها وبين اسرائيل وكشفت عن تفاهم مع اسرائيل والفلسطينيين والولايات المتحدة واطراف اوروبية على خطة للتحرك نحو تسوية سياسية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن مصادر مصرية رفيعة المستوى امس الثلاثاء ان الروح الجديدة في العلاقات المصرية الاسرائيلية تفتح الطريق امام عودة السفير المصري الى تل ابيب. وتعد هذه اول مرة تتحدث فيها مصر عن احتمال عودة سفيرها الى اسرائيل منذ سحبه في تشرين الثاني نوفمبر 2000، بعد حوالي شهرين من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، احتجاجا على ما اسمته انذاك الاستخدام المفرط للقوة من قبل الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين. وكانت مصر تربط حتى الان عودة سفيرها الى تل ابيب باحراز تقدم في عملية السلام. ونقلت الوكالة عن مصادر رفيعة المستوى ان مناخا ايجابيا يسود العلاقات المصرية الاسرائيلية منذ الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي الى فلسطينالمحتلة وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ورئيس المخابرات اللواء عمر سليمان بسبب تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بالمضي قدما في عملية السلام. واكدت ان جميع الملفات المصرية الاسرائيلية مفتوحة الآن ويتم التعامل معها بعيدا عن منطق القوة والتشدد ومن بينها عودة السفير المصري الى تل ابيب ومد خط الغاز المصري الى اسرائيل فضلا عن التوقيع في 14 (كانون الاول) ديسمبر الجاري على اتفاقية لإقامة مناطق صناعية للتبادل الحر. واضافت الوكالة ان استمرار هذه الروح الجديدة يمكن ان يزيل كل الاسباب التي تمنع عودة السفير المصري الى تل ابيب والتي اوقفت المضي في استكمال مشروع الغاز. يذكر ان مفاوضات مستمرة منذ اكثر من عامين بين شركة الكهرباء الاسرائيلية حاليا مع الكونسورسيوم المصري، شركة غاز شرق المتوسط، على عقد بقيمة 2.5 مليار دولار لتزويد اسرائيل بالغاز الطبيعي المصري على مدى 15 عاما عبر مد خط انابيب الغاز المصري. ومن جهة اخرى، كشفت وكالة انباء الشرق الاوسط انه بموازاة التحسن في العلاقات المصرية الاسرائيلية ستشهد الفترة المقبلة تحركا نحو اعادة اطلاق عملية السلام. واكدت ان مصر توصلت مع اسرائيل والفلسطينيين والولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية الى تفاهم يصل الى حد الاتفاق المبدئي على خطة تحرك سياسية لتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي واقترحت عقد مؤتمر للسلام لاطلاق هذه الخطة الصيف المقبل في واشنطن. واضافت انه تحدد بالفعل اطار عام للحركة يتضمن مجموعة من النقاط التي تجرى محادثات للتوصل الى اتفاق نهائي بشأنها من اهمها التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تلتزم بموجبه السلطة الفلسطينية الجديدة بوقف العمليات ضد اسرائيل وتؤكد السيطرة على الاوضاع في غزة والضفة الغربية. وتابعت ان شارون لا يرى ضرورة لتوقيع اتفاق لوقف اطلاق النار في البداية (ويفضل الانتظار) حتى تتم اعادة بناء السلطة الفلسطينية بقدراتها الادارية والامنية الا انه ملتزم بوقف العمليات العسكرية طالما التزم الطرف الآخر. وقالت: إن شارون ابلغ أبا الغيط وسليمان انه سيتخذ من اجراءات بناء الثقة ما يثبت عزمه على فتح الطريق امام تسوية وفي هذا الاطار وعد بشكل قاطع بان تبدأ حكومته في الافراج عن جزء من المبالغ الفلسطينية المجمدة لدى السلطات الاسرائيلية وكذلك تخفيف الاجراءات (الامنية الاسرائيلية) داخل اراضي السلطة الفلسطينية وتعهد بالافراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين بعد الانتخابات الفلسطينية. واكدت الوكالة ان اسرائيل اقترحت انشاء خط سكة حديد يربط قطاع غزة بالضفة الغربية على ان يمتد من مدينة غزة الى قلقيلية في اطار مشروع اسرائيلي فلسطيني مشترك. واكدت الوكالة انه تم الاتفاق خلال زيارة ابو الغيط وسليمان الى اسرائيل على ان تنشر مصر 800 جندي على الحدود بينها وبين قطاع غزة لتامين المنطقة الحدودية. وكانت مصر تنشر حتى الآن عددا محدودا للغاية من قوات الشرطة على الحدود التزاما بالقيود، التي وضعتها معاهدة السلام الموقعة بينها وبين اسرائيل عام 1979، على تواجدها العسكري في شبه جزيرة سيناء. وكشفت الوكالة عن ان مصر اقترحت عقد مؤتمر الصيف المقبل في واشنطن لبدء التحرك السياسي تشارك فيه الاطراف المعنية بعملية السلام خاصة الاسرائيليين والفلسطينيين ومصر والولايات المتحدة وروسيا وعدد من الدول الاوروبية.