ذكرت لجنة حماية الصحفيين في تقييمها السنوي امس أن حرية الصحافة عانت من انتكاسة كبيرة في 2013 بعد الكشف عن أنشطة المراقبة الحكومية، وحلت الولاياتالمتحدة بعد دول مثل السلفادور ورومانيا في الترتيب العالمي لحرية الصحافة الصادر أمس، بسبب «التفسير التعسفي والمتسع بشكل مفرط لاحتياجات الأمن القومي»، واحتفظت سوريا بتصنيفها في المركز 177ومصر 159. وبحسب التقرير،شكلت المراقبة الحكومية على وسائل الاتصال الرقمية تهديدا كبيرا على حرية الصحافة لأنها لا تتيح للصحفيين الاحتفاظ بالخصوصية التي يطلبونها للقيام بتغطية تحقيقية أو منح مصادرهم حق عدم الكشف عن هويتهم. كما ذكر التقرير أن قتلة الصحفيين غالبا ما يفلتون من العقاب. وفي عام 2013، قتل 70 صحفيا بينهم 28 في سوريا. وتراجعت الولاياتالمتحدة 13 مركزا إلى المرتبة ال46 في مؤشر حرية الصحافة العالمي لهذا العام. وقالت اللجنة: إن السبب الرئيسي وراء تراجع الولاياتالمتحدة حتى الآن في الترتيبات هي جهودها الحثيثة لتعقب مسربي المعلومات ومصادر التسريبات. وجاء في التقرير أن «محاكمة وإدانة المجند برادلي مانينج وملاحقة محلل وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن تشكل إنذارات لكل الذين يفكرون في المساعدة في الكشف عن معلومات حساسة قد تكون في المصلحة العامة بشكل واضح». كما تراجعت بريطانيا إلى المركز ال 33، لتقل بمقدار ثلاثة مراكز في هذا المؤشر بسبب «الضغط المخزي» الذي أملته على صحيفة جارديان فيما يتعلق بتغطياتها لأنشطة المراقبة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي واعتقال شريك الصحفي جلين جرينوالد. من جانبه، قال صحفي «نيويورك تايمز» جيمس رايزن في مؤتمر صحفي استعرض فيه المؤشر بواشنطن : «سيسجل التاريخ 2013 كأسوأ عام لحرية الصحافة في الولاياتالمتحدة». وقال رايزن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن مصطلح «الأمن القومي» قد منح الحكومة سبيلا «لتبرر كل شيء». وتصدرت فنلندا المؤشر للعام الرابع على التوالي بوصفها البلد الذي يتمتع بحرية الصحافة المطلقة،تليها هولندا والنرويج. وجاء في ذيل القائمة المكونة من 180 دولة كل من تركمانستان وكوريا الشمالية وإريتريا. وذكر التقرير أن حرية الصحافة «غير موجودة» في تلك الدول الثلاث التي «تظل ثغرات سوداء وجحيم للصحفيين الذين يعيشون فيها». وذكر التقرير أن الصراع المسلح وعدم الاستقرار السياسي من بين الدوافع الرئيسية لتدهور حرية الصحافة. واحتفظت سوريا بتصنيفها لعام 2013 في الترتيب رقم 177، حيث قتل فيها نحو 130 صحفياً خلال الفترة من مارس 2011 وديسمبر 2013. ويقع الصحفيون ضحايا لكل من الحكومة وجماعات المعارضة المتطرفة في البلد الذي مزقته الحرب. وتراجعت جمهورية أفريقيا الوسطى 43 مركزاً إلى الترتيب 109 بسبب أعمال العنف التي تمضي على قدم وساق في البلاد. وظل ترتيب مصر كما هو في المركز ال 159 . وذكر التقرير أن انتخاب محمد مرسي في عام 2012 أدى إلى زيادة الانتهاكات ضد الصحفيين، وكذلك محاولة إخضاع وسائل الإعلام تحت سيطرة الإخوان المسلمين. وأضاف التقرير أن عزل الجيش لمرسي في الصيف الماضي أدى إلى انتهاكات ليس بحق الصحفيين المصريين المؤيدين لمرسي فحسب، وإنما بحق صحفيين آخرين في المنطقة. وذكر التقرير أن الإمارات حلت في الترتيب ال 118 متراجعة بثلاثة مراكز عن ترتيب عام 2013، موضحا أن الحكومة ألقت القبض على صحفيين ومدونين بسبب علاقاتهم المزعومة بجماعة الإخوان المسلمين.