آلاف آلاف المليارات من الدولارات والفرنكات والاسترلينيات والليرات والروبلات والشيكلات وسواها من العملات انفقتها عاطفة الانسان المتوحشة لصنع ادوات الموت قتلا للحياة ووأد الاحياء مدفوعة بغريزة التسلط والاحتواء وقهر ارادة البشر الذين يتطلعون لعالم تسوده المحبة وتظلله خيمة السلام. وفي المقابل يأتي الحصاد الدامي للارواح.. والجراح.. ورياح الحقد والكراهية التي تقتلع في وجهها كل بذور الطمأنينة والأمن. والامل في حياة منزوعة الخوف: مزروعة بحقول السلام.. والوئام. والبناء. وبميزان المعادلة.. ما أنفقته وحشية الانسان من اجل الحصاد كافيه وأكثر لانبات الارض نماء ونموا وسموا يكفل له الأمير فيصل بن خالد والرويشد حق وجوده.. ويثري ذلك الوجود بثروته التي وظفها فأساء توظيفها.. واستثمرها فأفسد لها نهج الاستثمار وحولها من اداة حب الى اداة حرب.. ودماء ودمار.. مئات الملايين ذهبوا طعمة النيران الحاقدة المجنونة التي لا ترحم. مئات الملايين قضوا نحبهم جوعا وظمأ وتشردا وقد انهكهم الجوع. وأخافتهم قرقعة السلاح وسحب الدخان. مئات الملايين استبد بهم الجهل.. كانوا في حاجة الى المدرسة. ومعلم. وكتاب. لا الى متاهة ومناحة وحيرة وعذاب. مئات الملايين افترستهم أسقام لا يملكون لها صدا ولا ردا لان دواءهم كان الداء.. ولان قدرتهم على العلاج قدرة من لا يملك حبة دواء. ولا جرعة دواء.. ولا رشفة ماء. اوجه باكية شاكية ما كان لها ان تبكي ولا ان تشكوا لو ان حقها الانساني في ثروة استغرفها صنع السلاح كان في يدها ميسورا.. ومقدورا على تناوله وتداوله. الا ان تلك الغريزة المتوحشة المدمرة حرمته من أمنه وحياته وحريته بعامل القوة المستبدة. وحرمته في المقابل من لقمته ومعرفته وعافيته. وحولته بل واحالته الى حقل اختبار لعملية جنونية هي من صنعه يقضي بها على بني جنسه في تلذذ شيطاني مشحون بالكراهية ونزعة الاطماع. ماذا لو انه ثاب الى عقله ولو مرة واحدة لعام واحد دون حرب؟! ماذا لو ان قسطا زهيدا من آلاف آلاف المليارات سمح لها ان تأخذ دورها كما يجب ان يؤخذ؟! ماذا لو أن تلك الثروة تحولت الى ثروة بناء.. وجسور تلاق وحقول محبة؟! لنا جميعا ان نتصور عالما بلا حرب ولا حراب ولا خراب ولا عذاب.. ولا خوف.. ولا ضياع.. هل هذا ممكن؟! نعم ممكن وألف ممكن حين يحكم العقل وحده اولئك الذين يملكون مقدرات عالمنا السياسية والاقتصادية ويؤمنون بان الحياة محبة.. وان الانسان وجد ليعيش طليقا كالطير يغني للحرية ويعزف على قيثارة الامل.. ويتحرك بدفع ذاتي حول دولاب العمل. ماذ؟ وماذا؟ وماذا؟! علامات استفهام حائرة مسكونة بالكثير من التمني.. في عالم مشحون بالتجني.. غريزته المتوحشة لها الصوت.. وضميره المغيب له الصمت.. والى حين يتحرك الضمير تبقى الكلمة للسلاح.. والكلمة للسلام.. والحكمة غائبة.. والعدالة في غرفة الانعاش..