كم مرةً نمت سعيداً مبتهجاً، واستيقظت مكتئباً يقطِّع الحزن أمعاءك؛ دون أن تعرف سبباً واضحاً لسعادتك، أو اكتئابك؟ وتتصل بعميلك الطبيب الوافد، ليكتب لك تقريراً بإجازة لمدة أسبوع! ولكن لأن المصائب لا تأتي فُرادى تكتشف أنه ضمن قائمة ديوان المراقبة العامة بال"586" مزوراً؛ بال"واو" المشدَّدة تشديد "وزارة التربية والتعليم"، مفتوحةً أم مكسورة.. "الواو" وليس الوزارة، يالسوء الظنون! ولا تدري كم تحتاج من "سنين الضياع" لتفهم أن حالتك هذه طبيعية، يمر بها كل "أعزب" ينبسط طوال الليل، وبدل أن يقدِّر النعمة، يتوسد ذراعيه يعد النجوم، ويحلم بالزواج! ثم يريد أن يصحو منشكحاً! وأنتِ: كم مرةً نمت تأكلين ريش المخدة من الغيظ: القوم أجازوا "الاختلاط" بلا "خلاَّط" هنا، و"وزارة التعليم العالي" علواً لا يبلغه أحدٌ ولا أربعاء، تصر على شرط "المحرم" هناااااك بعييييد! مالك إلا "مجلة رؤى"! ويتقدم لك "رئيس رقباء تحرير"، وثلاثة كتابٍ مرموقين من "كتاتيب" أولى/ مطبخ، وسادس/ بلكونة! فكما أن المصائب لا تأتي فرادى، فكذلك "السعد وعد ياعين/ والاسم نظرة عين"! وأمامك خياران: إما مذهب "نادين بدير"! وإما أن تقدمي لهم بدل "الشربات" حليباً طازجاً!!! نعود لسؤالنا: لماذا تتقلب أمزجتنا هكذا بلا سبب؟ هل جربت عذاب أن تتعذب بلا سبب؟ وتأكل الجحيم قلبك: ياإلهي، لو عرفت السبب لهان العذاب! فحتى لو كانت المصيبة ثلاثين ألفاً حمَّلك إياها الزميل/ "ساهر"، إذا عرفت السبب بطل العجب! هل تريد أن ترتاح من عذابك فورا؟ غيِّر تفكيرك الآن! لا تسأل: ما السبب؟ بل: ما الحل؟ وهو: أن تؤمن بفرضية "الأوتار" الفيزيائية، التي بدأها الزميل/ "آينشتاين"، وصاغها الأزمل منه/ "فريد الأطرش": الحياة "غنوة"/ إحنا أنغامها! يفترض "آينشتاين" ومن "تأشتن" به أن الكون كله "سمفونية"، وكل ما فيه من الذرة إلى المجرة، يسير وفق توزيع "هارموني" دقيق، لم يكتشفوا قانوناً محدداً له، لكن "الأخ/ أنا" يراهن بحلق أحد حاجبيه: على أنه لابد أن يكون "سُلَّماً موسيقياً"! وأن الفتى العبقري/ "مهند جبريل أبودية" هو من سيكتشفه؛ لينال جائزة "نوبل"! ولن يجده أوضح ما يكون إلا في الإنسان، الذي تقول الفلسفة الهندية: إنه حيوان راقص على دقات قلبه! فلا تبتئس إن وجدت "مودك" حزيناً الآن، فإنك نغمة في مقطع على مقام "الصَّبا"، ما تلبث أن تنتقل إلى مقام "النقازي"! "وأهو من دا ودا.. الحب كدا"!