مصهف عسيري كثير من الشباب السعودي «بنين وبنات» نراهم كنماذج مشرفة رائعة ومتميزة، وقد أثبتوا وجودهم في العديد من المواقع المهمة، حري بِنَا أن نعتز ونفتخر بهم، فعندما نراهم يثبتون وجودهم، وهم ما زالوا في مقتبل العمر ونرى على وجوههم علامات استشعار المسؤولية والنبوغ، حيث تجدهم يفكرون بعقول الكبار قيمة وقامة، شعلة نشاط تتقد، وبعضهم لم يتجاوز العشرين عاما، يفكرون في خدمة أنفسهم ووالديهم ووطنهم وكل من له علاقة بهم، تحس وأنت تشاهدهم بالراحة والاطمئنان، يشعرونك بحبهم وتقديرهم لوطنهم، معترفين بفضل الله عليهم ثم والديهم ومجتمعهم ووطنهم، يرون أن الحياة جميلة لمن يبذل جهودا ويملك إرادة قوية، مستشعرين بأن السعادة تأتي بعد توفيق الله ودعم الوالدين والمقربين، وأنهم هم الذين قد يصنعون لأنفسهم تلك السعادة وليس الآخرون. ومن هذا المنطلق فإنهم يَرَوْن أنه على كل شاب وشابة أن يدركوا أن عليهم أدوارا أساسية وكبيرة في هذه الحياة بصفة عامة، وفي حياتهم هم بصفة خاصة، وأنه من الأجدر بالشباب والشابات أن يكتشفوا هذه الحقيقة في وقت مبكّر من حياتهم ليقوم كل منهم بدوره على أكمل وجه، ونظرا إلى أن المجتمع ينظر إلى هؤلاء الشباب والشابات بأنهم هم الذين سيتولون زمام الأمور، كل في مجاله، ويتوقعون منهم القيام بأدوار كبيرة ومهمة لخدمة المجتمع السعودي بصفة عامه، مؤملين أن يكون لهم جميعا دور بارز وكبير في تحقيق غاياتهم ومستقبلهم وطموحات وطنهم، وهم لا شك قادرون على أن يؤدوا هذه الأدوار بكل تميز واقتدار، والحمد لله أن جعلنا جميعا من أبناء هذا الوطن الذي سخر كل الإمكانات لخدمة أبنائه وبناته. كما أن الآباء والأمهات في هذا الوطن يدركون الأدوار الملقاة على عواتقهم في تربية أبنائهم وبناتهم التربية الإسلامية الحقة، التي تجعلهم يعتمدون على أنفسهم ويملؤون المكان الذي يعملون فيه، حيث أدركوا أسس وأهداف ومعنى التربية لإعدادهم لسبر أغوار الحياة، فغرسوا فيهم التربية والقيم الإسلامية السليمة لينيروا لهم الدروب الصحيحة، ويغرسوا فيهم القيم الإسلامية والإنسانية التي حث عليها ديننا الإسلامي. إن وجود الأسرة الصالحة في وطن الخير والعطاء يجعل المسؤولية كبيرة على الشباب والشابات ليكون نبراسا للخير والعطاء، وليكونوا لبنات صالحة في جدار وطننا الغالي. أيها الآباء والأمهات، إن العصر الذي يعيشه أبناؤنا وبناتنا اليوم يختلف كليا عن العصر الذي مضى، وحري بنا أن نحرص عليهم ونتابعهم بطرق تربوية واعية، مقدرين لهم وجودهم وقيمهم وأفكارهم، مما جعلهم يعتمدون على أنفسهم ويعرفون ما يضرهم وما ينفعهم، لا سيما فيما نعيشه هذه الأيام من الانفجار المعرفي لوسائل الاتصالات، والتواصل الاجتماعي، إن الأمر جد خطير، وإذا لم نستشعر المسؤولية فسوف تكون العواقب وخيمة، لا قدر الله، وفي ظل ما تقدمه حكومتنا الرشيدة لأبنائنا وبناتنا فإنهم ملزمون، ولا عذر لهم، بأن يقوموا بأدوارهم على أكمل وجه لتستمر دورة الحياة، ونحمد الله أن جميع الأمور ميسرة في كل النواحي، وأصبح لزاما على الجميع تقدير هذه النعم التي أنعم الله بها علينا، ويكونوا على قدر المسؤولية، فلدينا كل المعطيات التي تساعدهم ليكونوا فاعلين لأنفسهم ومجتمعهم ووطنهم. أيها الآباء والأمهات، إن أبناء وبنات هذا الوطن أمانة في أعناقكم، وهم بحاجة ماسة إلى دعمكم لهم والوقوف معهم، وتحفيزهم من خلال تأصيل الثقة بالنفس والاعتماد عليها، والتأكيد لهم أنهم الآن هم حماة الوطن ولبنات بنائه، ونؤكد لهم أننا على يقين بإرادة الله تعالى أنهم قادرون على تحقيق الآمال والتطلعات، وإشعال فتيل الحماس الإيجابي في نفوسهم، لنرى وطننا من خلالهم وهو مستمر في اعتلاء القمم في كل المجالات، وهم يرفعون راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في كل المواقع، إن دوركم أيها الآباء والأمهات مهم جدا أن تجعلوا أبناءكم وبناتكم كبارا بأنفسهم وبكم وبوطنهم، ودام وطننا في عز ملكنا سلمان في خير وأمن وأمان.