كثير من الشباب السعودي «بنين وبنات» نراهم نماذج مشرفة ومميزة، وقد أثبتوا وجودهم في كثير من المواقع المهمة، وحريّ بنا أن نعتز ونفتخر بهم، فعندما نراهم يثبتون وجودهم وهم ما زالوا في مقتبل العمر، ونرى على وجوههم علامات استشعار المسؤولية والنبوغ، إذ تجدهم يفكرون بعقول الكبار قيمة وقامة، شعلة نشاط تتقد، وبعضهم لم يتجاوز العشرين عاما، يفكرون في خدمة أنفسهم ووالديهم ووطنهم وكل من له علاقة بهم، تحس وأنت تشاهدهم بالراحة والاطمئنان، يشعرونك بحبهم وتقديرهم لوطنهم، معترفين بفضل الله عليهم، ثم والديهم ومجتمعهم ووطنهم، يرون أن الحياة جميلة لمن يبذل جهودا ويملك إرادة قوية، مستشعرين بأن السعادة تأتي بعد توفيق الله ودعم الوالدين والمقربين، وأنهم هم الذين قد يصنعون لأنفسهم تلك السعادة وليس الآخرين. ومن هذا المنطلق، فإنهم يرون أن على كل شاب وشابة أن يدرك أن عليه دورا أساسيا وكبيرا في هذه الحياه بصفة عامة، وفي حياته بصفة خاصة، وأنه من الأجدر بالشباب والشابات أن يكتشفوا هذه الحقيقة في وقت مبكّر من حياتهم، ليقوم كل منهم بدوره على أكمل وجه، ونظرا لأن المجتمع ينظر إلى هؤلاء الشباب والشابات بأنهم هم الذين سيتولون زمام الأمور، كلٌّ في مجاله، ويتوقعون منهم القيام بأدوار كبيرة ومهمة لخدمة المجتمع السعودي بصفة عامة، مؤملين أن يكون لهم جميعا دور بارز وكبير في تحقيق غاياتهم ومستقبلهم وطموحات وطنهم، وهم لا شك قادرون على أن يؤدوا هذه الأدوار بكل تميز واقتدار، والحمد لله أن جعلنا جميعا من أبناء هذا الوطن الذي سخّر كل الإمكانات لخدمة أبنائه وبناته، كما أن الآباء والأمهات في هذا الوطن يدركون الأدوار الملقاة على عواتقهم في تربية أبنائهم وبناتهم التربية الإسلامية الحقة التي تجعلهم يعتمدون على أنفسهم، ويملؤون المكان الذي يعملون فيه، إذ أدركوا أسس وأهداف ومعنى التربية لإعدادهم لسبر أغوار الحياة، فغرسوا فيهم التربية والقيم الإسلامية السليمة، لينيروا لهم الدروب الصحيحة، ويغرسوا فيهم القيم الإسلامية والإنسانيه التي حث عليها ديننا الإسلامي. إن وجود الأسرة الصالحة في وطن الخير والعطاء يجعل المسؤولية كبيرة على الشباب والشابات، ليكون نبراسا للخير والعطاء، وليكونوا لَبناتٍ صالحةً في جدار وطننا الغالي. أيها الآباء والأمهات، إن العصر الذي يعيشه أبناؤنا وبناتنا اليوم يختلف كليا عن العصر الذي مضى، وحري بنا أن نحرص عليهم ونتابعهم بطرق تربوية واعية، مقدرين لهم وجودهم وقيمهم وأفكارهم، مما جعلهم يعتمدون على أنفسهم ويعرفون ما يضرهم وما ينفعهم، لا سيما فيما نعيشه هذه الأيام من الانفجار المعرفي لوسائل الاتصالات، والتواصل الاجتماعي. إن الأمر جد خطير، وإذا لم نستشعر المسؤولية فستكون العواقب وخيمة، لا قدر الله، وفي ظل ما تقدمه حكومتنا الرشيدة لأبنائنا وبناتنا، فإنهم ملزمون ولا عذر لهم بأن يقوموا بأدوارهم على أكمل وجه، لتستمر دورة الحياة، ونحمد الله أن جميع الأمور ميسرة في كل النواحي، وأصبح لزاما على الجميع تقدير هذه النعم التي أنعم الله بها علينا، ويكونون على قدر المسؤولية، فلدينا كل المعطيات التي تساعدهم ليكونوا فاعلين لأنفسم ومجتمعهم ووطنهم. أيها الآباء والأمهات، إن أبناء وبنات هذا الوطن أمانة في أعناقكم، وهم بحاجة ماسة إلى دعمكم لهم، والوقوف معهم وتحفيزهم، خلال تأصيل الثقة بالنفس والاعتماد عليها، والتأكيد لهم بأنهم الآن هم حماة الوطن ولبنات بنائه، ونؤكد لهم أننا على يقين بإرادة الله تعالى، بأنهم قادرون على تحقيق الآمال والتطلعات، وإشعال فتيل الحماس الإيجابي في نفوسهم، لنرى وطننا خلالهم، وهو مستمر في اعتلاء القمم في كل المجالات، وهم يرفعون راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» في كل المواقع. إن دوركم أيها الآباء والأمهات مهم جدا في أن تجعلوا أبناءكم وبناتكم كبارا بأنفسهم وبكم وبوطنهم، ودام وطننا في عز ملكنا سلمان في خير وأمن وأمان.