بينما أكد باعة وتجار أغنام في سوق الأنعام المركزي في الأحساء «غرب مدينة الهفوف»، ل«الوطن» أمس، تورط مطابخ إعداد الولائم في المحافظة في توريد أغنام «هزيلة» و «صغيرة» وبيعها بأسعار مرتفعة داخل هذه المطابخ تضاهي أسعار الأغنام ذات السلالات الجيدة، أبان المتحدث الرسمي في أمانة الأحساء خالد بوشل ل«الوطن» أن جهات الاختصاص في أمانة الأحساء تلزم جميع المطابخ بالذبح داخل المسالخ التابعة للأمانة فقط وتخضع الذبيحة قبل وأثناء وبعد الذبح للكشف البيطري من قبل أطباء بيطريين متخصصين، مشيرا إلى أن جميع الذبائح المذبوحة في المسالخ التابعة للأمانة التي تجتاز الكشف البيطري يتم وضع «ختم» يوضح سلالة الذبيحة «محلية أو مستوردة». خداع الزبائن قال تاجر المواشي عبدالله الحربي ل«الوطن» إن بعض المطابخ المتخصصة في إعداد الولائم تستغل ضعف خبرة كثير من المستهلكين «الزبائن» في مستويات الجودة والسلالات والأعمار للأغنام، وتقوم بخداعهم ببيعهم ذبائح مغشوشة وطبخها داخل المطبخ بأسعار مرتفعة، مشيرا إلى أن بعض هذه المطابخ تستغل زيادة الطلبات على المطابخ في أيام الأعياد في إلزام الزبائن بشراء الذبائح من نفس المطابخ وطبخها في ذات المطبخ، وفي ذلك التصرف استغلال حاجات الناس بطريقة غير مشروعة، واصفاً السماح للمطابخ ببيع الأغنام ب«الخطأ» وغير النظامي، حيث إن هذه المطابخ يسهل فيها تصريف الذبائح المريضة والهزيلة والصغيرة، والتي لا يراها الزبائن قبل الطبخ، فيقع الزبون في الغش، مطالبا الجهات المختصة في أمانة الأحساء بمنع ذلك، إذ إن التراخيص الممنوحة لهم إعداد الولائم «الطبخ» فقط، وليس البيع والشراء في الأغنام. العمالة الوافدة أوضح الحربي أن السوق يعج بالعمالة الوافدة التي تتحكم بالأسعار في السوق، وتنشر فوضى الغش، وسرعان ما تتوارى هذه العمالة عن الأنظار بعد ارتكابها حالات غش أو خداع، إذ لا تتخذ هذه العمالة موقعا «حظيرة» محددة، فهي تتجول من موقع إلى آخر ليصعب التعرف عليهم في حال ملاحقتهم لاسترداد مبالغ إعدام الذبائح نتيجة فشل الفحص البيطري، لافتا إلى انتشار الغش والخداع في صفوف العمالة الوافدة ويتمثل في استبدال الذبيحة بأخرى أقل جودة بطريقة سريعة من خلال إشغال الزبون باستلام وتسليم المبلغ وفي هذه اللحظات السريعة يتم نقل الذبيحة الأخرى إلى سيارة الزبون دون شعوره باستبدالها، باعتبار التشابه الكبير بين الأغنام. وأوضح بائع الإبل ناصر القحطاني أن السوق المحلي في الأحساء شهد تراجعا كبيرا وملحوظا في موسمي رمضان وعيد الفطر في مبيعات «الحوار»، حيث بلغت نسبة التراجع أكثر من 60% مقارنة بالموسمين في العام الماضي، إضافة إلى انخفاض في الأسعار من 4 آلاف ريال سعر المتوسط إلى 2800 ريال. السداد الآجل أوضح بائع الأغنام سعد السبيعي أن حجم مبيعات موسمي رمضان والعيد في الموسم الحالي في الأغنام متقاربة عند مقارنتها بالموسمين في العام الماضي، لافتا إلى أن الإقبال كبير على الأغنام فئة «هرفي» عمرها قرابة 4 أشهر، وانخفض سعر «هرفي» ليصل متوسط السعر إلى 700 ريال، بعدما كان متوسط سعره الموسم الماضي 900 ريال، مؤكدا أن التكلفة اليومية لإعاشة الرأس الواحد من الأغنام تصل إلى ريالين (60 ريالا في الشهر) شاملة التغذية والرعاية، لذا كثير من الباعة ومربي المواشي في الأحساء لا يحرصون على بيع أغنام «جذع» أعمارها 12 شهراً، بسبب التكلفة الإجمالية للإعاشة طوال هذه المدة، وفي نهاية المطاف بيعه بسعر قريب من فئة «هرفي»، إذ يصل سعر الجذع إلى 1100 ريال، وهذا السعر يراه الزبون مرتفعا، وبالتالي يبقى عند الملاك لفترة طويلة يضطر من بعدها التخلص منه ببيعه بخسارة، مشيرا إلى أن مصدر توريد الأغنام إلى الأحساء من مكةالمكرمة وحفر الباطن، ويتولى توريد معظمها إلى سوق الأحساء باعة «شريطية» عن طريق السداد الآجل (السداد بعد البيع).