محمد القحطاني اعتدنا في الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، تسليط الضوء على سرد السيرة النبوية من المولد إلى وفاته، دون التركيز على الجانب الإنساني، وما تحمله هذه الشخصية من صفات أبهرت العالم حتى من غير المسلمين. يقول العالم السويسري د.هانز كونج: «بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم». نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو المعلم والمربي والأب والصاحب والقدوة التي يحتذى بها، إنسانيته جعلت منه متواضعا، يحترم الكبير، ويمازح الصغير، ويتضح هذا التواضع في موقفه مع الأعرابي عندما دخل على الصحابة ويسأل عن النبي وهو جالس معهم لم يتميز عنهم في لباس أو غيره. واهتم محمد الإنسان بالجانب النفسي وتمثل ذلك في غرس التفاؤل في نفسه ولدى أصحابه ويتضح هذا التفاؤل في غزوة الخندق، عندما كان يبشر أصحابه وهم في الحصار بالانتصار على القوى العظمى في تلك الفترة. تميز صلى الله عليه وسلم في الجوانب الاجتماعية في تعامله مع زوجاته ومع أبنائه، من خلال التعامل الحسن معهم وممازحتهم وملاطفتهم. في عفوه وتسامحه وفي صدقه وأمانته وفي عدله وكرمه تتجلى شخصيته الإنسانية وخصاله وأخلاقه كثيره والجوانب الإنسانية في سيرته لا تحصى. إنسانية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جعلت منه شخصية تتسم بالاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف، وما تقوم به المملكة الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد في والوقت الحاضر من عمل في جمع كلمة العرب والمسلمين ومواجهة الإرهاب. إن ما قامت به دولتنا في إنشاء مركز اعتدال يقوم على محابة التطرف ونبذ العنف والحث على الوسطية، ومثل هذا الأمر هو اقتداء بمنهج خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم في جمع كلمة المسلمين وعدم الفرقة. في دراسة السيرة النبوية يجب على المتخصصين في تدريسهم التركيز على الجوانب الإنسانية في حياة خير البشر وقدوة المسلمين حتى يتسنى للدارسين الوقوف على هذه الجوانب من شخصية النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بها.
