قال الروائي أحمد الدويحي إن روايته «ريحانة» التي صدرت عام 1988، كانت إحدى بواكير الانفجار الروائي المحلي الحديث في السعودية. موضحا أنه كتب القصة، ككل أبناء القرى، موشوما بالسفر، والغربة، والرحيل، وصدمة المدينة، وما صاحبها من شتات واستلاب، وجنون، وحرمان، وفوارق مجتمعية، جاء ذلك في حديثه مساء أول من أمس في ختام نشاطات فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة التي نظمت ضمن فعاليات برنامج (كيف تكون قدوة)، في جلسة ضمت إلى جانبه الروائية بشائر محمد والكاتبة نجلاء مطري وحملت عنوان «الأسرة في الرواية السعودية»، وأدارها محمد باوزير. فن مدني يقول الدويحي أظن أن كتابتي القصصية جاءت مترهلة، وحملت تفاصيل فوق طاقتها، كفن موجز، وأذكر أن كثيرا من الأصدقاء نبهوني إلى هذه المعضلة في كتابتي النصية، فكانت تجربة الكتابة الروائية، وكنت أحد الذين بادروا بالكتابة الروائية، لأن الرواية الجنس الأدبي الأكثر استيعابا للمرحلة، ويظهر منها ما هو ممزوج مع كتابة الذات، فكانت رواية ريحانة إحدى بواكير الانفجار الروائي المحلي الحديث. مشيرا إلى أن «الرواية، فن مدني شمولي، يزدهر في المجتمعات المدنية، ولا نستغرب بزوغها من المدينتين المقدستين، والواقع الرياض كمدينة، ومكان للحياة والرواية أيضا عشقتها عبر الحياة فيها، زيادة عن نصف قرن، وعشت بفضاءاتها وتعقيداتها أيضا، وقد فُرغت القرية الجنوبية الجميلة التي عرفتها طفلا، وبدلت قيمها ونظام حياتها، وأصبحت بيوتها محاطة بأسوار عالية». توقع طفرة نقدية تحدث الدويحي عن تجربته الروائية، مشيرا إلى المتغيرات الاجتماعية التي قاربتها الرواية السعودية، مضيفا «يمكن أن نلمح ما ورد عما يسمى (الصحوة) في المنتج الروائي المحلي، وتأثيرها في تحولات المجتمع، وأزعم أن رؤية مضيئة وردت، توحي برؤية الروائي بالذات، جاءت بكل حمولاتها في رواية (ثلاثية المكتوب مرة أخرى)، وورد في نسيجها ضفيرة دينية صغيرة، تعنى بالحج في سياق الرواية، وأظن أن الروائي ليس معنيا بكتابة روشتة، تصلح لتكون وصية، يؤخذ بها في حقول معرفية». وتابع الدويحي: «في مرحلة مبكرة، توقعت أن يتبع الطفرة الكتابية طفرة نقدية، حينما يكون هناك مراكز بحوث وحركة نقدية، ومنها بالذات التربوية والأسرية، موضوع ندوتنا هذه، ولا يكتفى بالدراسات العلمية في الجامعات، لغرض تحقيق الدرجات العلمية». كما أشار الدويحي إلى أن الأسرة وبالذات الأب والأم، لهما حضور بالغ في الرواية العربية والعالمية، وأجد أن للمرأة حضورا كثيفا. أدب الطفل تحدثت بشائر محمد عن تجربتها في كتابة (ثمن الشكولاتة)، متطرقة لتجربتها بين كتابة الشعر والرواية، فيما قدمت نجلاء المطري ورقة عن رواية بشائر، محاولة البحث عن مضامين وواقع الأسرة في تلك الرواية. وكانت الدكتورة أروى خميس قد تحدثت في جلسة أخرى أدارتها داليا تونسي وحملت عنوان (القدوة في أدب الطفل)، عن واقع أدب الطفل وعلاقته بالأدب الشعبي، شاركها الحديث في السياق ذاته شادي مكي وإبراهيم مغفوري.