قدر مقاولون واقتصاديون انخفاض تكلفة البناء لحوالي 20%، بعد تراجع أسعار جميع المواد الإنشائية بنسب متفاوتة خلال العام الماضي، باستثناء الحديد الذي حافظ على الارتفاع المستمر في سعره. وأظهر تقرير الهيئة العامة للإحصاء لمتوسطات الأسعار والسلع ليناير الماضي، انخفاض أسعار جميع المواد الإنشائية بين يناير 2016 ويناير 2017 بشكل متفاوت، شمل جميع المواد الإنشائية باستثناء الحديد.
أرقام قياسية أظهر التقرير انخفاضا في متوسط الأسعار لحوالي 31 سلعة إنشائية رُصدت في 16 مدينة ومحافظة على مدى العام، في حين شهدت 6 مواد ارتفاعات متفاوتة، وتمثلت جميعها في الحديد المسلح الذي يظهر التقرير زيادة في سعره بجميع المقاسات. وعدّ عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبد الله المغلوث، أن الانخفاض في الأسعار يعدّ الأكثر منذ حوالي 10 سنوات، إذ إن أسعار مواد البناء شهدت ارتفعات متواصلة وانخفاضات ضئيلة جدا منذ 2006، واستمر ارتفاعها إلى العام الماضي لتنخفض بشكل تدريجي يتفاوت بين 5% و30% في بعض المواد، وهو انخفاض كبير بالنسبة للمقاولين وأصحاب المشاريع. مضيفا، بأن نسبة الفرق في تنفيذ المشاريع يصل إلى حوالي 20% مع الانخفاض الذي شهدته أسعار المواد. أسباب الانخفاض عدّ المغلوث أن انخفاض أسعار مواد البناء جاء مدفوعا بعدد من العوامل، أهمها قلة المشاريع الحكومية المطروحة خلال العام الماضي، وانقطاع القروض المدفوعة من صندوق التنمية العقاري، وتوقف بعض القروض خلال السنوات الأخيرة، مما أثر على استمرار بناء عدد من الوحدات والمشاريع، ووجود عدد كبير من المقاولين والعمال بمقابل قلة في المشاريع.
تراجع العقارات عدّ العقاري مجيد النمر، أن انخفاض أسعار مواد الإنشاء سيتبعه انخفاض في أسعار العقار، إذ إن الانخفاض كان عاملا مشجعا للمستثمرين العقارين لإكمال كثير من مشاريعهم المتوقفة، وبناء مشاريع جديدة لتتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة، ولتناسب أسعار الإنشاء، إذ إن الانخفاض الذي شهدته أسعار مواد الإنشاء شكّل فارقا كبيرا في التكلفة، وبفارق لا يقل عن 20%، وهو ما سيسهم في انخفاض أسعار العقارات بعد انخفاض تكلفة الإنشاء.