استطاعت معايدات الاحتفاء بعيد الفطر المبارك التي أقامها أبناء حواري جدة بجهود ذاتية صرفة، أن تضفي على المناسبة بعدا احتفاليا مغايرا، أضحت خلاله حديث المجالس وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي. لم ينحصر الأمر في الأجواء الاحتفالية على المعايدة فقط، فعلى العكس تماما كان هناك إعداد مسبق، لتصميم برنامج احتفالي، يليق بجوهر المناسبة، عبر بناء منصات مسرحية، وتزيين مداخل الحارة على محيط يراوح بين 250 إلى 300 متر، لإدخال الفرح والسرور على الأهالي، خصوصا الأطفال الذين يمثلون بهجة العيد وفرحته الكبرى. بعيد انتهاء خطبة صلاة عيد الفطر المبارك، كانت حارتا "باعقبة والمربع" بحي الكندرة "جنوبجدة"، تحتفيان بالأهالي على طريقتهما الخاصة، في تنظيم احتفالي غاية في التنظيم والدقة. "القطة" تعدّ إحدى ركائز نجاح هذه المعايدات التي تنافست فيها الحارات على تقديم أفضل البرامج والفقرات، ففي معايدة حارة باعقبة على سبيل المثال لم يقتصر الأمر على الابتهاج باستقبال عيد الفطر المبارك، بل ذهب الأمر إلى إحضار سيارات آيسكريم متنقلة، بهدف إضفاء أجواء ممتعة رغم شدة الحرارة، وكان توزيعه دون مقابل، كإحدى الميزات التنافسية. "بهجة ولعبة"، كان شعار حارة باعقبة التي استطاعت إحياء سنة الفرح في العيد، خلال إعطاء كل طفل وطفلة حضرت برنامج المعايدة سنوية "لعبة" خاصة تناسب أعمارهم وشريحتهم العمرية. الحضور الكثيف للأهالي ميز معايدات حواري جدة، في جو من التنظيم، مع تخصيص أماكن خاصة بالنساء منفصلة عن الرجال الذين حضروا جميعا برفقة أبنائهم. الأناشيد الطفولية والمسابقات والجوائز وأهازيج العيد الشعبية، كانت حاضرة في جو من التفاعل والبهجة من الأطفال، شكل في هيأته العامة ملامح فرح جداوية خالصة بامتياز.