رغم أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تشدد على ضرورة قيام المصانع بمراقبة ورصد الأدخنة المتصاعدة منها ومنعها، إلا أن شركة أسمنت الجوف مازالت تغرد خارج منظومة العمل بذلك منذ فترات طويلة، حتى أصبح وجود الشركة مصدر قلق وتخوف من المواطنين بمحافظة طريف، بسبب دورها السلبي الذي انعكس على صحة سكان المحافظة جراء الأدخنة المتصاعدة من مصانعها، والتي تشاهد من بعد 15 كيلومترا، بعدما غطت سماء المحافظة بشكل متزايد خلال الأسابيع الماضية، الأمر الذي اضطر الشركة إلى جلب 8000 فلتر لصيانة عطل الفلاتر، الذي تسبب في تصاعد الأدخنة. التلوث وصل للمنازل وفي هذا السياق، قال المواطن فيصل العنزي إن الجميع يعلمون مدى خطورة أدخنة المصانع وما تحمله من مواد خطرة على الصحة العامة، وما قد تسببه من أمراض عديدة للإنسان، مضيفا أن هذه الأدخنة باتت تشارك الأهالي بطريف في الأطعمة بسبب تطايرها في الجو ووصولها إلى المنازل، خاصة أن مقر مصنع شركة الجوف لا يفصله عن المحافظة سوى 15 كيلومترا. ويضيف راكان مرهق، أن تساهل تلك الشركات في هذا الأمر وعدم وضعها لفلاتر خاصة على مصانعها، قد يتسببان في تطاير مخلفات غازية وأبخرة ضارة في الجو ما يتسبب في مشكلات كثيرة مثل الاحتباس الحراري وتلوث الجو والأمطار الحمضية، فضلا عن التلوث البيئي بشكل عام. تغيير فلاتر المصنع من جهته، أوضح مدير مصنع شركة أسمنت الجوف المهندس عبدالله جبرتي في تصريح ل"الوطن" أمس، أن أحد الفلاتر تعطل مؤخرا وهو ما تسبب في تلك الأدخنة، مضيفاً أنه مع مطلع نوفمبر المقبل سيتوقف المصنع للصيانة، مشيرا إلى أن قطع الفلاتر التي تعتزم الشركة تركيبها وصل جزء منها والآخر سيصل بعد أسبوع من الآن. وأوضح أنه تم جلب 8000 فلتر جديد لتغييرالفلاتر بالكامل مع بقاء 300 فلتر احتياط. وأضاف أن بعض الفلاتر لها عمر محدد تحكمه نوعية عمل المصنع وطبيعته. وأكد جبرتي أن الشركة قررت تغيير مورد شركة الفلاتر بالخارج، بعد كثرة تعطلها وقصر عمرها خلال الفترة الماضية.
