أثبتت ندوة "حقوق الأدباء وواجباتهم" التي شهدتها أروقة مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع، الذي تتواصل فعالياته حاليا في رحاب المدينةالمنورة، أن هناك إجماعا كبيرا على أن "إثقال" المؤتمر بالأوراق الأكاديمية "لم يكن مرضيا" لطيف واسع من أدباء ومثقفي المملكة سواء من حضر منهم المؤتمر أو من لم يحضر. وكانت الندوة التي عقدت مساء أول من أمس في أحد فنادق المدينة المطلة على المسجد النبوي الشريف، حفلت بالكثير من الطروحات الشفافة التي أكدت على أن موضوع الندوة "هو المتن وليس الهامش" بعكس ما سار عليه المؤتمر من تغليب الأوراق الأكاديمية. حتى إن الكاتبة ليلى الأحيدب، طالبت صراحة ب"إبعاد الأكاديميين ولو لمرة واحدة وتجربة الأدباء من خلال تكليف أديب بأمانة المؤتمر ولجانه". وقالت "اتركوا الفرصة في المرات المقبلة لمن صنع اسمه بقلمه وإنتاجه الأدبي لا بشهادته الأكاديمية"، مضيفة "جربوهم مرة واحدة وانظروا للنتيجة". ومع أن التساؤلات عن مصير "رابطة الكتاب السعوديين" وصلت إلى أكثر من 90% من المداخلات، إلا مشاركة للتشكيلية والكاتبة حميدة السنان، وحديثها عن دور المرأة السعودية في النشاط الثقافي، وإشارتها إلى الحاجز الفاصل بين النساء والرجال في القاعة، تسبب في جدل كبير داخل الصالة، انتهت به الندوة. وكانت السنان قالت وهي تتحدث عن حقوق الأديبات على المجتمع "هذا الفاصل بيننا كنساء وبين قاعة الرجال، أحد الأدلة على عدم الثقة بالأديبة والتمييز بينها وبين الأديب". وبعد دقائق من حديثها وصلت ورقة إلى مدير الندوة الدكتور ناصر الرشيد، ممن قال إنهن من عدد من الحاضرات في القاعة النسائية "يتبرأن" فيها مما قالته "السنان" بشأن الحاجز الفاصل بين النساء والرجال. وهو ما جعل الكاتب المسرحي صالح زمانان، يطلب التعقيب،حيث اعترض على مضمون الورقة، معتبرا الأمر مصادرة لرأي "السنان"، مشبها هذا الحاجز ب"جدران برلين"، فرد عليه "الرشيد" بأن على الجميع "احترام عادات وتقاليد المجتمع" ثم تعالت الأصوات في القاعة حتى خروج الجميع للانطلاق للحفل الرسمي للافتتاح. وكانت الندوة شهدت مشاركة الأديب محمد منصور الشقحاء، والكاتب الشاب زياد آل الشيخ، ومن الجانب الرسمي كان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان. وركز "الشقحاء" في حديثه على أهمية الكشف عن "مصير رابطة الكتاب السعوديين" والتأمين الصحي ورعاية الأدباء، خصوصا من يحتاج منهم للمساعدة. بدوره تحدث زياد آل الشيخ عن حقوق المجتمع على الأديب وحقوقه على المجتمع، مثل "احترام الأديب لثقافة مجتمعه" وحقه في أن "يوفر له الجو المناسب لكي يبدع"، وطالب وزارة الثقافة والإعلام بأن تقوم على مشروع ل"أرشفة إنتاج الأدباء على مواقع التواصل الاجتماعي". بعده تحدث أكثر من 10 مداخلين كانت مطالبهم تدور حول الإسراع بإنشاء "رابطة الأدباء السعوديين" وزيادة الدعم لشراء كتب المؤلفين السعوديين وتخفيف ضوابط هذا الشراء، وهو ما دفع الناقد الدكتور سعيد السريحي، إلى أن يطلب المداخلة، مفاجئا الجميع بأنه يطالب الوزارة بإعادة النظر في أسلوب دعم الأدباء وخصوصا في مجال شراء الكتب قائلا "الأدباء يطالبون بكل شيء، وكأنهم شعب الله المختار، وأنا أقول إنه لا يحق للأديب أن يطالب بشيء إلا وقد أنتج ما يستحق، فكيف يطالب البعض بشراء كتبهم، وهي لا تستحق، ولذلك أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام أن تقنن هذا الأمر، فليس جميع من ادعى أنه أديب، يستحق الدعم". وفي نهاية المداخلات رد الدكتور الحجيلان قائلا "حسب علمي أن موضوع رابطة الأدباء لدى مجلس الشورى"، وأضاف "بالنسبة لدعم الأدباء فله محددات معينة، والوزارة ترحب بأي كتاب جيد للطباعة، مع العلم أن لدينا 17 سلسلة كتب".