عادة ما يرتبط التخرج من أي مرحلة تعليمية بالاحتفالات والسعادة والبدايات الجديدة، إلا أن التخرج قد يكون مصدرًا كبيرًا للضغط النفسي عند كثير من الشباب، كما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات تؤثر في الصحة النفسية، مثل "اكتئاب ما بعد التخرج"، فما هو اكتئاب ما بعد التخرج، وكيف يمكن التعامل معه؟. نعيش هذه الأيام فرحة التخرج، تخرج الأبناء والبنات، سواء من المرحلة الثانوية، أو من المرحلة الجامعية والدراسات العليا، أو من المعاهد والكليات والمعاهد المهنية والأمنية. وتُعد فترة ما بعد التخرج واحدة من أفضل الفترات الزمنية التي قد تشكل ملامح شخصية الطالب ومستقبله فيما بعد، وذلك لأنه من المفترض أن تكون بداية لكل ما هو مؤثر وفعال في الحياة العملية والاجتماعية والمادية للفرد. تتعدد مسارات الطالب في مرحلة التخرج، فالبعض يظن أن أفضل الخيارات يتمثل في استكمال الدراسة، في حين يتجه آخرون للبحث عن فرصة عمل، وآخرون يتملك منهم شعور باليأس أو ما يسمى اكتئاب ما بعد التخرج، ما يجعلهم يفقدون الثقة في قدراتهم، ويستسلمون للأمر الراهن دون وجود أي أمل في التغيير، وهو ما يؤدي حسب مختصين، إلى انخفاض معدلات الإيجابية لديه وإصابته بما يشبه الاكتئاب، ولذلك يقدمون جملة من النصائح للتعامل مع هذه الحالة وتجاوز الفترة الانتقالية بسلاسة. يقول مختصون إن علاج اكتئاب ما بعد التخرج، يكون عن طريق تغيير الشخص للبيئة المحيطة به، كأن يعيد ترتيب غرفته، أو تغيير المكان الذي يوجد فيه، ويمارس الهوايات فيه، والخروج من المنزل وقراءة كتاب ما في المقهى أو على شاطئ البحر، فمن شأن ذلك أن يُحسن حالة المتخرج النفسية والمزاجية كثيرًا. كما قد يساعد التخطيط المسبق، والعناية الجيدة بالنفس من الإصابة باكتئاب ما بعد التخرج، ويؤكد المختصون أنه يمكن أن تتداخل بعض أعراض الاكتئاب مع الشعور الطبيعي بالحزن والقلق، استجابةً للتغيرات الكبيرة في الحياة، وهذه الأعراض تميل إلى أن تكون أكثر حدة، وقد تستمر لفترة أطول بكثير. ختامًا، تجاهل الكلام السلبي الذي يؤثر في الذهن، حدد أهدافك المستقبلية، وأعمل على اكتساب مهارات جديدة، وابتعد عن الأشخاص السلبيين والأشخاص المحبطين، وتخطي الأفكار السيئة، واستبدالها بأفكار إيجابية، حتى تتمكن من تحقيق نفسك وملء حياتك بأنشطة تسهم في تحسين روحك وتطويرك الشخصي.