تشهد ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا تصاعدًا في هجمات جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» في غرب إفريقيا (ISWAP)، وسط تحذيرات من انتكاسة أمنية تعيد البلاد إلى سنوات ذروة التمرد، على الرغم من تأكيدات الجيش النيجيري بتحقيق تقدم ميداني. وخلال الأشهر الأخيرة، كثّف المسلحون هجماتهم على القواعد العسكرية والمجتمعات المدنية، حيث تم تفخيخ الطرق، واستهداف قرى، وقتل عناصر في الميليشيات الداعمة للجيش، في وقت يشهد فيه الانتشار العسكري تراجعًا لوجستيًا وبشريًا في مناطق الصراع. وفي أحدث الهجمات الأسبوع الماضي، قتل متطرفون تسعة من عناصر الدفاع المدني في قرية جاجيبو، بعد انسحاب الجنود من القاعدة. وسبقت ذلك سلسلة عمليات في مواقع عدة، أبرزها غاجيبو ومارتي وران، بالإضافة إلى تفجيرات ليلية متكررة. فصيلان متنازعان تواجه نيجيريا خطرًا مركبًا مع انقسام «بوكو حرام» إلى فصيلين: الأول يتمثل في تنظيم داعش في غرب إفريقيا (ISWAP)، المدعوم من «داعش»، الذي يركّز على مهاجمة المواقع العسكرية، واستطاع تنفيذ 15 هجومًا ناجحًا هذا العام، وفق بيانات أمنية وتقارير ميدانية. أما الفصيل الثاني فهو «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد»، الذي يركّز على مهاجمة المدنيين واختطافهم طلبًا للفدية، ويعتمد على موارد محلية في عملياته. وقال مالك صموئيل، الباحث في منظمة الحوكمة الجيدة بإفريقيا، إن ISWAP يستفيد من اللامركزية والدعم الفني والتكتيكي من «داعش» في العراق وسوريا، مما يتيح له تنفيذ «هجمات متزامنة عبر مناطق واسعة»، تشمل غارات ليلية وهجمات بالطائرات المسيّرة المعدّلة. نقص القوات على الرغم من تفوق الجيش النيجيري عددًا وتسليحًا، فإن ضعف التمركز في المناطق النائية وتأخر الدعم الجوي والبري يتيحان للمسلحين التفوق في الميدان، وفق ما أكده علي أباني، مسؤول في منظمة محلية غير ربحية. وأشار أباني إلى أن المقاتلين، في بعض الهجمات، تمكنوا من السيطرة على قواعد عسكرية وسرقة الأسلحة، في ظل تراجع الروح المعنوية لدى الجنود وغياب الإسناد السريع. وأضاف: «بعض المسلحين الذين أعلنوا توبتهم استمروا في العمل كمخبرين ومزوّدي دعم لوجستي للجماعات المسلحة». خسائر ميدانية أعادت هذه الهجمات للأذهان سنوات الذروة بين 2013 و2014 حين اختطفت «بوكو حرام» 276 طالبة من بلدة شيبوك، وسيطرت على أراضٍ تعادل مساحة بلجيكا. واليوم، يقرّ حاكم ولاية بورنو، باباجانا زولوم، بأن مكاسب المعركة ضد الإرهاب تتآكل بشكل مقلق، قائلا: «الوحدات العسكرية تُزاح من مواقعها يوميًا دون مقاومة»، بينما حذّر مشرّعون فيدراليون من تطور ترسانة المسلحين، مطالبين الحكومة بتعزيز الردع العسكري. وفي خطوة ميدانية، زار قادة عسكريون كبار بلدة غامبورو الحدودية الجمعة الماضي، متعهدين بنشر قوات إضافية من أجل تعزيز العمليات ضد «بوكو حرام»، بينما لم يصدر الجيش النيجيري حتى الآن أي تعليق رسمي على الخسائر الأخيرة. أبرز النقاط حول تصاعد تهديد «بوكو حرام» و«داعش غرب إفريقيا» في نيجيريا: • تصاعد الهجمات: منذ بداية العام، شنت الجماعات المسلحة هجمات متكررة على قواعد الجيش والقرى شمال شرق نيجيريا، خاصة في ولاية بورنو. • أحدث الهجمات: مقتل 9 من عناصر ميليشيا محلية في قرية «جاجيبو» بعد انسحاب الجيش، مع استمرار تفخيخ الطرق والاعتداءات الليلية. انقسام الجماعة: • فصيل ISWAP (داعش غرب إفريقيا): يركز على مهاجمة المواقع العسكرية، ونفّذ 15 هجومًا ناجحًا هذا العام. • جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد: تهاجم المدنيين وتلجأ للاختطاف مقابل الفدية. • دعم خارجي: ISWAP يستفيد من دعم تنظيمي ولوجستي من «داعش» في العراق وسوريا، ويستخدم طائرات مسيّرة وتكتيكات معقدة. مشاكل الجيش: • نقص في عدد الجنود بالمواقع النائية. • تأخر وصول التعزيزات الجوية والبرية. • تسرب معلومات من عناصر سابقين تائبين يخدمون كمخبرين. • خسائر يومية: حاكم ولاية بورنو حذر من أن القوات تُطرد من مواقعها «بشكل يومي تقريبًا دون مقاومة». • الأسلحة المتقدمة: مشرعون نيجيريون حذروا من تطور تسليح الجماعات ودعوا إلى تعزيز قدرات الجيش. • تحرك عسكري: زيارة ميدانية لقادة الجيش إلى بلدة غامبورو المتضررة، مع تعهد بنشر قوات إضافية. • لا تعليق رسمي: الجيش النيجيري لم يرد على طلبات التعليق حول التصعيد والخسائر الأخيرة.