قالت منظمة الأغذية الزراعية التابعة للأمم المتحدة «الفاو» فى تقريرها الذي نشر مؤخرا: إن مؤشر أسعار الغذاء قد انخفض في شهر مارس للشهر ال12 على التوالي، وبلغت نسبة الانخفاض 2.8% مقارنة بالشهر السابق و20.5% على أساس سنوى أو من الذروة التي بلغها في مارس 2022 أي قبل عام. هذا يرجعنا إلى أسعار الغذاء لدينا عندما زادت قبل فترة، وكالعادة بعض التجار زادت الأسعار بشراهة، وكانت الحجة أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت وتأثرت سلاسل الإمداد العالمية، بل بعض التجار أصبح خبيراً في تحليل الجيوبولتيك وأصبح يشرح بإسهاب آثار الحرب الروسية الأوكرانية كيف يبرر رفع الأسعار! ولنأخذ حسن النية، وأنه ما ليس لديه مخزون، وإذا ارتفعت الأسعار عالميا فإنه يرفع أسعاره بسرعة الضوء! الآن ما هي الحجة والأسعار انخفضت للشهر ال12 على التوالي؟! مؤشر الغذاء العالمي (يطلع وينزل) أما بعض ربعنا ما يعرف إلا الطلوع! أين حجة ارتفاع الأسعار عالميا؟! ولا نعلم الآن ربما بيطلع بتصريفه إن المخزون اشتراه أيام الغلاء! يا عزيزي، اجعل أسعارك تطلع وتنزل مثل المؤشر العالمي علشان نجد لك الحجة، أما بس ارتفاع وطلوع فهذا شيء غير منطقي! لا نعرف ما المعادلة التي يستخدمها بعض التجار لتسعير السلع! هل هي (طلوع وارتفاع) وإلى الأمام سر ومن دون رجوع أم ماذا؟! عندنا تجربة ممتازة للغاية وهي أيام كورونا وكيف تمكنت وزارة التجارة من الحفاظ على الوفرة والأسعار معاً رغم الظروف الدولية. نرى الآن بعض اجتماعات وزارة التجارة مع بعض التجار في بعض القطاعات لتسهيل الأمور لكن لا نعرف استجابة بعض التجار لهذه اللقاءات! ليست عادتي مدح مسؤول، لكن كل من عرف الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة يعرف رقي هذا الرجل في التعامل والحديث، مفروض يطلق عليه الراقي (بغض النظر يشجع الأهلي أم لا!)، لكن فعلا يبهر أي واحد يتعامل معه من خلال رقي أسلوبه وتعامله ورفعة حديثه بغض النظر عن مكانته، أكثر ما يميز أسلوب أبوعبدالله كما يطلق عليه أن رقي الحديث عنده هو نفسه مع رجل بمرتبة وزير أو مع أصغر موظف! لكن كل هذا الرقي لا أعلم إن كان سيخجل بعض التجار، لأن بعضهم للأسف مثل بعض الشريطية لا شعور وجلده سميك يشبه جلد الضب، وربما لا يفهم أو لا يريد فهم الرسائل التي يرسلها الوزير. وبعض التجار قد ينطبق عليها المثل «ناس تخاف ما تستحي!»، وربما الوزارة بطرقها وأدواتها تستطيع إرجاع بعض التجار إلى جادة المنطق والمعقول! لا ننادي بأنه لا يربح التاجر، بالعكس فالتاجر مواطن وأخ والله يرزقه من واسع فضله، لكن كل شيء بالمنطق والمعقول! ترى التجارة طولة بال وصبر وربح تدريجي، لكن البعض مستعجل على الأرباح تقول مطرود! ودائما القليل المستمر أحسن، وبناء علاقة طويلة المدى مع العميل أو المواطن أفضل كثيرا للمستقبل. وترى المواطن أخا أو قريبا أو جارا للتاجر، يعني في أيام المواسم مثل رمضان والأعياد وغيرها، الميزانية ترهق بعض الأسر، فلا تزود عليهم أكثر، خصوصا في الحاجات الأساسية والمستلزمات العائلية، يعني (سدد وقارب!) أما الطبقة الفارهة فالذي يشتري ساعة ألماس أو سيارة فارهة جدا أو إكسسوارات، فهو يدبر عمره والتاجر لو يطلع بالأسعار لا نتدخل كثيرا في هذا، ليس تفرقة ضد الطبقة الفارهة لكن لديه القدرة ويعرف يسنع عمره. الحكومة دعمت وساعدت التجار في أحلك الظروف ووقفت معهم، ربما أقل شيء يقدمونه يكونون منطقيين مع رعايا الحكومة، وأولا وأخيراً هؤلاء المواطنون هم مصدر رزقكم بعد الله وهم ربعكم وإخوانكم السعوديون.