فلسطين – الوكاد – ناصر الشرقاوي : كشف الدكتور حسن خاطر، الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات،أن سلطات الاحتلال قطعت شوطاً كبيراً في الإعداد لأخطر وأكبر مشروع يستهدف تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس. وأوضح الدكتور خاطر في بيانٍ صحفي تلقت "الوكاد" نسخةً عنه, أن الاحتلال أعد أدق التفاصيل لتهويد ما يمكن تسميته "بالمربع الأول والأهم " في القدس، ويضم إضافة إلى البلدة القديمة المنطقة من حائط البراق إلى باب الساهرة، وجبل الزيتون – الطور وصولا إلى فندق الأقواس السبعة، ومن الثوري إلى عين سلوان، التي تزعم "تل أبيب" أنها "مدينة داوود". وبيّن خاطر أن إسرائيل بالإعلان عن هذا المشروع، تحاول أن تستبدل الهوية الثقافية والحضارية والدينية للمدينة المقدسة، وتستهدف رأس القدس وقلبها، وتسعى إلى تحويل الأقصى والقيامة ومعالم القدس الدينية الأخرى إلى مكونات صغيرة في لوحة دينية مزيفه تطغى فيها الصورة اليهودية على الصورة الإسلامية والمسيحية للمدينة. وأوضح أن إسرائيل أنهت وضع المخططات تحت مسمى "واجهة القدس"، وهي تباشر اليوم استكمال الجوانب الفنية، وتأمين الاحتياجات المالية. و قال الدكتور خاطر: "سنعمل على وضع الأمة بقادتها وشعوبها وكذلك المؤسسات الدولية والإنسانية وأطراف العملية السلمية في صورة هذا المخطط الخطير، ليرى العالم كله أن سلطات الاحتلال تتقن الحديث عن السلام في المؤتمرات واللقاءات، ولكنها على الأرض لا تعرف إلا الاستيطان، ولا تعمل إلا على تهويد المدينة المقدسة". وبيّن أن المشروع الجديد يتلخص في عدة نقاط يمكن النظر إلى كل واحدة منها على أنها مشروع استيطاني في حد ذاته، ومنها أن المخطط يشمل تغييراً جذرياً وهائلاً ضمن حدود المربع الديني الأول، والذي يشمل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية الأخرى. وأضاف :"أن هذا المشروع الإسرائيلي يهدف إلى نزع السيطرة العربية عن الأوقاف الإسلامية والمسيحية وتحويلها إلى مؤسسة إسرائيلية جديدة يتم استحداثها، من خلال الدمج بين مؤسستين رسميتين بلديتين هما (شركة تطوير شرقي القدس) و(شركة تطوير الحي اليهودي) وصندوق إدارة تراث المبكى، إضافة إلى إنفاق ما يقرب من (600) مليون دولار خلال ست سنوات لإجراء التغيير المطلوب في هذا الحوض بما يضمن استقطاب (10) ملايين زائر سنويا وتحويل الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في هذا المربع إلى ما يشبه محطات تاريخية ودينية بهدف تسويق السياحة الإسرائيلية وإنجاح الاستثمارات السياحية". وزاد خاطر أن إسرائيل تسعى إلى إقامة مراكز ثقافية وحلقات دراسية وعروض سينمائية ومحاضرات وإصدار نشرات وتوزيع مطبوعات على الإعداد الهائلة من الزوار، بما يضمن إعادة تعريف هذه المنطقة وتاريخها وفق الرؤية اليهودية، وإيجاد إدارة خاصة وعامة لهذا المشروع العملاق تشارك فيها الحكومة الإسرائيلية وممثلون عن يهود العالم. وقال:" إنه سيتم حسب المشروع، بناء كنيس أزرق ضخم للنساء فوق المحكمة التنكزية الملاصقة للمسجد الأقصى من الغرب ويكون مطلا على الأقصى ومكانا لإقامة المناسبات الدينية الكبيرة، وفتح الباب الثلاثي الموجود في الحائط الجنوبي للأقصى ليكون مدخلا لليهود المتدينين يربط بين ما يسمونه مدينة داود في الجنوب (سلوان) وبين الأقصى والآثار الإسلامية في الجهة الجنوبية، مرورا إلى قلب البلدة القديمة وكنيسة القيامة". وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى كشف العديد من المعالم التاريخية الموجودة في هذا المحيط وإضفاء الطابع الديني عليها، وبناء نحو (60) ألف متر مربع على شكل مدرج من طبقتين ضخمتين، وإقامة شبكة حديثة من الطرق والجسور والإنفاق والقطارات الهوائية ومواقف السيارات والحدائق والمتنزهات التي ستعمل على توحيد أجزاء هذا الحوض وتساعد على استيعاب حركة ملايين اليهود والسياح الذين سيعج بهم المكان -حسب المخطط - على مدار العام.