* تعيش بلادنا في طريقها نحو رؤية 2030 ُّ تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة ومشهودة، ومن الطبيعي ٍ صاحب هذه التحولات؛ نشاط ثقافي مواز على شكل ندوات ثقافية ومعارض للكتاب ومعارض فنية، ٌ ومناسبات ترفيهية وفنية مختلفة، وهذا أمر جيد ولاشك، لما فيه من انفتاح على ثقافات العالم، وإظهار لمشهدنا الثقافي المتنوع. لكن الملاحظ أن معظم هذه المناشط والفعاليات تتسم بالفردية البحتة، فلا مشروعَّ ثقافي موحد يحكمها، ولا خطة متفق عليها تربط بين الجهات المشرفة عليها، فلكل جهة فِكرها وخططهاوفعاليتها الخاصة التي قد تختلف؛ بل وتتضارب أحياناً مع فعاليات الجهات الأخرى، مما قد يضيع الجهودفي الوصول للأهداف المرجوة منها. * من المؤسف؛ أن فكرة الصناعة الثقافية، مازالت فكرة غير واضحة في العقلية العربية، رغم أنَّها تُمثِّل قرابة 40 %من دخل دولة ضخمة كالصين، التي تمتلك مشروعاً ثقافياً شاملاً وواضحاً ومتنوعاً، تُشرف ّمكن كل الجهات المعنية بالثقافةعليه النخب الثقافية العليا بالدولة، ويملك من الاتساع والمرونة ما يُ ٍ الصينية من العمل فيه بكل سلاسة ووضوح.بحاجة لمشروع ثقافي مواز وواضح المعالم، يقوم على فكرة التنوع الثقافي* إن رؤية المملكة 2030ٍالوطني الخلاق، ويُؤمن بالتعددية كإستراتيجية تتقبَّل الآخر، وتضع قِيَم المواطنة والحوار على رأسأولوياتها.. مشروع يهدف إلى نشر الثقافة والوعي الجادين، ويحتضن كل المثقفين السعوديين من أجلرفع وتيرة الإنتاج الثقافي، وسد الفراغ التاريخي الذي كانت تعاني منه الأجيال السابقة، بسبب مفاهيمضيّقة. كما أن طبيعة المجتمع السعودي المأمول في العام 2030 تتطلب منَّا مشروعاً ثقافياً يتفهَّم الرؤية،ِّ نظم فتح الأبواب أمام المبدعين للعمل والإنتاج وطرح الأفكار والمشاريع والدراسات والتصوراتوالمقترحات؛ من أجل صناعة مواطن يتميَّز بوعي ثقافي ومجتمعي، يتواءم مع الرؤية الطموحة لسموولي العهد، ولا يقف حجر عثرة في طريقها. * ولأن أي مشروع ثقافي جاد لابد أن يأخذ في حسبانه شمولية الفعل الثقافي وقدرته على الانتشار الجغرافي، وسعة زواياه الإنسانية كي يتمكن من التأصيل لهويته، والدفاع عن صورة أمته، فإن من أهم ٍ عاني من هجماتمتطلبات المشروع الثقافي السعودي المأمول أن يقوم أولاً بتنقية صورة المملكة التي تُُم ٍ منهجة من جهات إعلامية إقليمية وعالمية، لتشويه صورتها الدينية والسياسية والثقافية والمجتمعية،ووصمها بالانغلاق والإرهاب والتخلف، ثم تقديم صورة مشرقة عن الثقافة السعودية بوصفها ثقافة تسامحومحبة وإبداع وانفتاح، وتقبل للآخر. * باختصار نحن بحاجة لمشروع ثقافي وإعلامي سعودي ضخم ومتكامل الأركان، يُساير بوعي وثقة خطط رؤية 2030 ويخدمها، وتعمل تحته كل الجهات الثقافية والإعلامية والترفيهية ذات العلاقة. نقلا عن صحيفة المدينة