تركي محمد الثبيتي إن مشكلة المياه والصراع بين الدول على قطرة العالم، ليست عربية فقط، بل إنها مشكلة دولية وعالمية تعاني منها جميع الدول، وقد أولتها منظمة الأممالمتحدة كثيراً من الاهتمام خلال الأربعة عقود الماضية، ولكن المشكلة في العالم العربي تزداد خطورة عاماً بعد عام. ويعد العالم العربي من أفقر مناطق المياه في العالم، لذلك يشكل موضوع المياه بالنسبة للعرب مسألة حياة أو موت. كما أن هناك مشكلات عدة تعاني منها الدول العربية في مجال المياه، منها أن هناك دولاً تزداد فيها نسبة الأمطار بشكل سنوي إضافة لوجود الأنهار والثلوج في هذه الدول نفسها، وأخرى تقل فيها نسبة هطول الأمطار، بل إنها تعاني من التصحر والجفاف. أيضاً هناك الزيادة السكانية، حيث إن معدلات الزيادة في السكان تختلف من بلد إلى آخر، بالإضافة إلى المشكلات والمتغيرات البيئية، مثل: ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع منسوب مياه البحار، والازدياد في نسبة الاحتباس الحراري وغيرها. بالرغم أن بعض الدول العربية تمر بها أنهار، مثل، دجلة والفرات في العراق، والنيل في مصر، إلا أن منابع تلك الأنهار تنطلق من بلدان غير عربية وتمر وتسير في دول الجوار. أما الدول التي لا توجد بها أنهار، مثل: الخليج فهي تعتمد بشكل أساسي على تحلية مياه البحار بنسبة لا تقل عن 60% رغم تكاليفها الباهظة. وفي الثمانينيات الميلادية اندلعت أزمة مياه الفرات بين العراق وتركيا، وكان الأتراك يرددون عبارة شهيرة آنذاك (لكم نفطكم ولنا مياهنا) أي أن العراق ودول الخليج تملك النفط وتركيا تملك المياه. والآن تبرز أزمة نهر النيل، حيث تسعى دولة المنبع (أثيوبيا) إلى إقامة عدة مشاريع مثل بناء سد النهضة، الذي قد يؤثر على حصتي مصر والسودان من مياه النيل، ولا ننسى أن نهر النيل دائماً يمثل قلقاً كبيراً للمصريين بسبب تلويح الدول التي يمر بها نهر النيل بطرح إعادة توزيع الحصص المدرجة في الاتفاقيات الدولية المنظمة لها. بالتأكيد أن المنطقة العربية من أكثر المناطق في العالم سخونة وصراعات وأزمات أيضاًَ، وبغض النظر عن الصراعات العسكرية والسياسية إلا أن صراعات الماء ستكون على أشدها في العقود الزمنية المقبلة.