رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية يُغادر جدة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 54,927 شهيدًا    موعد مباراة السعودية وأستراليا في تصفيات كأس العالم    موبايلي تختتم مشاركتها الفاعلة في موسم الحج بتقديم تجربة اتصال متكاملة لضيوف الرحمن    بدء تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس اعتبارًا من 15 يونيو الجاري    القيادة تهنئ ملك المملكة الأردنية الهاشمية بذكرى يوم الجلوس    عودة "مهرجان تنوير" إلى صحراء مليحة في دورته الثانية من 21 إلى 23 نوفمبر 2025    سباعي الهلال خارج قائمة السعودية في كأس الكونكاكاف الذهبية 2025    جيوكيريس هدف الهلال الجديد    مركز الفلك الدولي ينشر حسابات رؤية الهلال للعام الهجري القادم 1447 ه    بين الواجب الاجتماعي والبذخ المفرط ..حفلات الأعياد القبلية والتخرج تحت المجهر    حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات الثلاث ويؤدون طواف الوداع    أمير المدينة المنورة يهنئ القيادة بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام    جوجل تتيح استخدام "جيميني" لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني    نائب أمير الشرقية يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة نجاح موسم الحج    رئيس اللجنة الكشفية العربية: جهود المملكة في الحج تعكس احترافيتها وتقدم خدمات الحج الذكية والرقمية    "الأرصاد": استمرار ارتفاع درجات الحرارة والرياح المثيرة للغبار على عدة مناطق بالمملكة    مكاسب للأسهم الآسيوية بدعمٍ من محادثات تجارية مرتقبة    أسعار النفط تستقر في المعاملات المبكرة    وزير "البيئة" يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة نجاح موسم حج 1446ه    الإحصاء : الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ينمو بنسبة 3.4% خلال الربع الأول من عام 2025    موسم الحج يودع الصيف… والعودة بعد 25 عاماً    15 % ارتفاع العقارية.. 922 مليار ريال قروضاً مصرفية للأفراد والشركات    عناية الحرمين الشريفين" تفعل مبادرة "إحرام مستدام"    البرتغال تتوج بدوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية    الإسباني ألغواسيل يخلف" تريم" في قيادة الشباب    الأخضر يحتاج ل"معجزة كروية" لعبور أستراليا والتأهل للمونديال    اختتمت مشاركتها في "ميونخ".. «ملكية الجبيل وينبع» تعزز شراكاتها اللوجستية    أعلن نجاح موسم الحج.. نائب أمير مكة: المملكة قيادة وحكومة وشعبًا تفخر بخدمة المقدسات وقاصديها    أمير قطر مهنئاً: نتمنى للمملكة مزيداً من التقدم والازدهار    الحوثيون يستحدثون نقطة جباية جديدة في الضالع    الجوازات: جاهزون لإنهاء إجراءات مغادرة الحجاج بجميع المنافذ    " الأرصاد ": مراقبة الأحوال الجوية على الطرق والمطارات    " أمانة العاصمة ": إطلاق مبادرة الرقابة على المنشآت بمنى    أمن الحج والعمرة بالمدينة يستكمل استعداداته لاستقبال الحجاج    الذكاء الاصطناعي يكشف العواصف القوية بسرعة    انطلاقة مبهرة لعروض السيرك في ضمن موسم جدة    تسليم آلاف الجثامين وسط توتر متصاعد.. موسكو وكييف تتفقان على تبادل شامل للأسرى    وزير الداخلية: التخطيط المبكر والتنفيذ الفعال أسهما في نجاح الحج    تنفيذ الخطط التشغيلية للموسم الثاني.. المدينة المنورة تستقبل طلائع الحجاج المتعجلين    "قوات أمن الطرق" تعلن جاهزيتها لمغادرة الحجاج بعد أداء مناسكهم    توزيع هدية خادم الحرمين على ضيوف الرحمن    القيادة تعزي رئيس زامبيا في وفاة الرئيس السابق إدغار شاغوا    متحور جديد ل"كوفيد".. و"الصحة العالمية" تحذر    فريق الرياض للبولو بطل بطولة تشيسترز توينز للمرة الثانية على التوالي    تحطم طائرة في ولاية تينيسي الأميركية    ترامب يتعهد بفرض «القانون والنظام»    كاميرا عشوائية وهبوط حر!    راشد الماجد.. هل عاد «ليستسلم»؟    قادة البحرين والكويت والإمارات يهنئون خادم الحرمين وولي العهد بنجاح موسم الحج    طريق الهجرة يشهد إطلاق مبادرات جديدة لخدمة الحجاج    قتلى وجرحى برصاص جيش الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات    محمد الحكمي… نموذج مشرف يخلّد تراث المنطقة بصناعة إعلامية هادفة    سرطان الدماغ.. معركة صامتة تعيد العالم للتفكير    ارتفاع إصابات كوفيد-19 بسبب متحور جديد    أطباق تراثية تعكس هوية جازان الثقافية في عيد الأضحى    جين يفتح آفاقاً جديدة لحل مشكلة الصلع    "أمان".. مبادرة تبرز الجهود الخدمية للمملكة محلياً وعالمياً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى أين يتجه الإصلاح في عهد الملك عبدالله؟
نشر في الشرق يوم 08 - 05 - 2013

يحتفل الشعب السعودي هذه الأيام بكافة شرائحه وفي كل مناطقه بالذكرى الثامنة لاعتلاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سدة الحكم.
وإذ لا أحد يستطيع أن يتجاهل الحب الكبير والحميمية العالية التي يظهرها الشعب السعودي تجاه الملك، فإن هذا يجعلني أتساءل ما الذي جعل للملك عبدالله حفظه الله كل هذا الحب الشعبي والقبول الجماهيري؟
أعتقد أن الملك عبدالله استطاع أن يفوز بحب جارف من قبل شعبه لسماحته وبساطته. فلقد تعرف الشعب على الملك من خلال تلمسه لحاجات الناس، وشاهد الجميع على التلفاز ومنذ فترات طويلة كيف كان يستقبل عموم الناس، وكيف كان يحترم كبيرهم ويحنو على صغيرهم، وكيف كان يتقصى أحوالهم ويسعى لحل مشكلاتهم المتنوعة.
لهذا قد يرى الشعب السعودي في شخصية الملك عبدالله، تجسيداً حقيقياً لمكنون الشخصية العربية التقليدية. التي من صفاتها مثلاً: التدين وإظهار المخافة من الله، والبساطة في التخاطب، والسماحة في التعامل. وهذه الصفات هي صفات مهمة جداً لكسب القبول والمناصرة الجماهيرية. والأهم من هذا كله أنها طبيعية دون تصنع أو تكلف، مما يجعل الناس تحس بأنها خارجة من قلب صادق لتدخل قلوبهم بسهولة.
من المعلوم أن الأنظمة الملكية هي أنظمة أبوية في أساسها. وكما أن الأبوة تتمثل في أبهى صورها عندما يضحي الأب من أجل أبنائه، فإن القيادة الملكية تتجلى في أفضل مظاهرها عندما تقدم الرعاية الحانية والعناية الكبيرة لمتطلبات المواطنين في جميع المجالات الحياتية.
وفي هذا الجانب، أرى أن الملك عبدالله استطاع أن يترجم أبرز مميزات النظام الملكي في تواصله الراقي مع أفراد شعبه. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن هذه الطبيعة المتينة في العلاقة بين القيادة في عهد الملك عبدالله والشعب، كان لها دور كبير في حفظ الأمن الداخلي للمملكة من الارتدادات العكسية للتقلبات الإقليمية والدولية خلال السنوات الماضية.
خلال السنوات الثماني لحكم الملك عبدالله تحقق كثير من الإنجازات التنموية. وأفرد إعلامنا السعودي من خلال الصحف والتلفاز وباقي وسائل الإعلام الأخرى خلال هذا الأسبوع تقارير وافية عن تلك الإنجازات. وليس المجال هنا أن أكرر استعراضها، لكن ما يجب التنويه به هنا أن تلك الإنجازات هي إنجازات ضخمة وقفزات كبيرة. فعلى المستوى الاقتصادي كان لإنشاء المدن الصناعية الجديدة وربط بعض مدن المملكة بشبكة قطارات، ومشروع مدينة الملك عبدالله المالية علامات مؤثرة في تاريخ المملكة الاقتصادي والصناعي. وعلى مستوى صناعة الإنسان، كان للتوسع في إنشاء الجامعات الحكومية حتى 34 جامعة وكلية في مختلف أنحاء المملكة، وإيفاد أكثر من 150 ألف طالب وطالبة للدراسة في الخارج انعطافة مهمة في تاريخ الشعب السعودي سوف تلقي ثمارها في المستقبل غير البعيد، وعلى أبعاد مختلفة، وبالذات دورها في تكوين وعي ثقافي وفكري مختلف سيسهم في تحديد كثير من القرارات التي تهم مجتمعنا. وعلى المستوى الاجتماعي، لا تزال هناك محاولات جادة في إيجاد حلول جذرية لمسألة البطالة الكبيرة. ورفع مستوى الدخل للأفراد وبالذات الطبقات الفقيرة. وكان لإنشاء وزارة الإسكان وإيكالها مهمة إيجاد حل لمشكلة توفير مساكن للمواطنين إسهامة مهمة أيضاً.
أما على المستوى السياسي الخارجي، فباختصار داومت المملكة في عهد الملك عبدالله على دعم القضايا العربية والإسلامية. ولكن كان هناك تكثيف أكثر في نشر ثقافة السلام والتسامح بين كافة الأديان ومحاربة الإرهاب والتطرف. ولقد تبنى ودعم الملك مشروع إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وإطلاق مشروع للحوار بين الحضارات والأديان. وهذا كان له دور كبير في تحسين صورة المملكة بعد تورط بعض السعوديين في عمليات إرهابية كأحداث الحادي عشر من سبتمبر.
ولا ينسى بطبيعة الحال، أمر خادم الحرمين الشريفين في تحقيق التوسعة الهائلة والتطوير الكبير في مكة المكرمة والمدينة المنورة لخدمة حجاج بيت الله وزوار مسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام. ويظل القرار الأبرز في نظري في عهد الملك عبدالله هو إنشاء هيئة لمكافحة الفساد الإداري والمالي. فمن يقرأ استراتيجيات التنمية السعودية خلال العقود الماضية يجد أنها كانت واعدة لكن لم تكن طريقة سير تطبيقها وتنفيذها متناسبة مع تطلعات القيادة أو حاجات المواطنين. وهذا يؤشر على أمر مهم أنه بالفعل كان هناك فساد مالي وإداري مستشرٍ، وهذا ما حتم في النهاية إنشاء هيئة لمكافحته.
لقد كان وما زال الفساد بشقيه الإداري والمالي، هو العقبة الكؤود في مسيرة التنمية السعودية. ونأمل من خلال كل ما تحقق إبان السنوات الثماني أن تكون بوادر خير تحقق تطلعات الملك -حفظه الله- تجاه شعبه المحب له. لهذا فأنا أتصور أن نية الإصلاح مادامت موجودة لدى القيادة الحالية الرشيدة إن شاء الله، فإن التوجه الإصلاحي في الطريق الصحيح. وهنا أدعو كافة الأجهزة الحكومية إلى أن يكونوا على مستوى تطلعات قيادتهم.
قد يكفيك يا خادم الحرمين مما تزوقه أيدي الكتاب أمثالي، الدعوات الصادقة لعجائز المملكة لك بطول العمر والتوفيق والسداد. فلعل نصر الله وتأييده الدائم لك إن شاء الله كان بضعفاء هذه البلاد قبل أقويائهم، ومساكينهم قبل أعزائهم، وفقرائهم قبل أغنيائهم، لما يحملونه لك من محبة وثقة. وكل عام وأنت يا خادم الحرمين بخير وعافية، وأسأل الله أن يوفقك لما فيه خير الإسلام والمسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.