تعمل أم أحمد الشمري في إعداد «خبز الصاج» منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها، وتبين أن إعداد الخبز كان يحتل قائمة شروط الخاطب قديماً، حيث كان معظم الخُطاب يشترطون إتقان الفتاة لعمل «الخبز» من أجل الزواج بها. تبتسم أم أحمد بينما تعدّ خبزاتها الساخنة، في جوّ شديد الحرارة، وتقول «أستمتع كثيراً حين أعمل شيئاً يُسهم في الحفاظ على التراث»، كما أن المبلغ البسيط الذي تحصله من بيع خبز الصاج يكفي لسد بعض مستلزماتها. وتضيف أم أحمد «في السابق كان (الصاج) مكوناً أساسياً في كل منزل، من أجل إعداد الخبز في البيت، وكانت الفتاة تتعلم تحضير الخبز منذ سن الثانية عشرة، كما أن الخاطب كان يسأل قبل الاقتران بالفتاة عن معرفتها بإعداد خبز (الصاج)، إضافة إلى قدرتها على تلبية مستلزمات المنزل كافة، وفي الوقت الحاضر بات الخُطاب يسألون عن شهادة الفتاة وراتبها، فضلاً عن مقر عملها». وتعبّر أم أحمد عن سعادتها بإقامة المهرجانات التراثية، والأسواق الشعبية التي تدعم المهن الموروثة، وتحافظ عليها من الاندثار، حيث شاركت أم أحمد في عدد من المهرجانات، مثل سوق هجر الثقافي، وغيرها من الفعاليات المختلفة، فيما أصرت أم أحمد على تقديم الضيافة ل«الشرق» قبل بدء الحوار، فرفضت الحوار إلا بعد تقديم «خبز الصاج» اللذيذ للزميل إبراهيم المبرزي.