أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أن هناك حملة شرسة تواجه الإنسان السعودي، بسبب التوجه الذي اختارته المملكة لنفسها منذ تأسيسها وهو التمسك بالمنهج الإسلامي والقرآن ورفع راية التوحيد، لكنه أكد أن المملكة ستتجاوز كل هذه التحديات بكل قوة، والدليل على ذلك أن المملكة الآن تُعد دولة محورية ذات ثقل إقليمي ودولي. جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح مع الشباب الذي استضافته جامعة الطائف، على هامش افتتاح مهرجان سوق عكاظ أمس الأول، بمشاركة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي وأدارها مفرح الشقاقي وشارك فيها كل من عطية الخبراني، مليكة عبدالحميد، حنان القعود، أحمد الجعيد وهاني المقبل. واستهل أمير مكة حديثه بتقديم شكره للشباب والشابات على هذا اللقاء، لأنه وبقية المسؤولين في هذه البلاد، يعملون من أجل الشباب. كما شكر جامعة الطائف على اللقاء والقائمين على المهرجان العكاظي.. وقال:» أتيت لأستفيد أكثر مما أفيد ولكنني أود أن أقول لأبنائي وبناتي، إننا نحن معشر الآباء نفتخر بشبابنا وشاباتنا ونفتخر بإنجازاتهم في هذه البلاد، وننظر لما يحققونه في المحافل الدولية من ميداليات ذهبية في مجالات سبقنا إليها الآخرون. إنهم يحصدون الميداليات الذهبية في العلوم والرياضيات، وهذه القفزة الهائلة في العلم والتعليم في بلادنا إشارة واضحة لنجاح خطة التعليم في هذه البلاد بغض النظر عما يُقال في التعليم من قِبل الآخرين. وأضاف الأمير خالد الفيصل: «اليوم نجد أن الجامعات السعودية تفتح أبوابها لكل من أراد أن يلتحق بها، لكنها في هذا العام فاقت كل التصور، وقد استوعبت جميع الملتحقين فيها، ومازال هناك مجال لقبول المزيد». وقال لقد بدأنا من الصفر، من مرحلة الأمية، واليوم جامعاتنا في معظم مناطق ومحافظات المملكة، وشبابنا ينافسون العالم، وبلادنا في نادي العشرين». كما تحدث عن مكانة المملكة العالمية وكيف كوَّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التحالف الإسلامي في أيام قليلة لمواجهة المخاطر، وكيف أصبحت المملكة دولة محورية يجب أن تشارك في جميع القرارات والاجتماعات التي تخص الشرق الأوسط. وأكد أن هناك حملة شرسة تواجه الإنسان السعودي، هذه الحملة المسعورة يقف الإنسان أمامها بكافة التساؤلات.. لماذا خصوا بها المملكة من بين بقية دول العالم؟ ليس هناك جواب سوى اختيار المملكة للتوجه الإسلامي والقرآن دستور والبيعة والشورى وراية التوحيد.. وهي الوحيدة التي تتميز بهذا الأمر بين دول العالم. وأضاف أمير مكة قائلاً: «ها أنتم اليوم تتحدثون بمستوى عالٍ من الثقافة والفكر.. وها أنتم تدشِّنون أول أكاديميةً للشعر العربي على مستوى العالم العربي.. وأصحبت المملكة جادة لكل مفكِّر وعالم.. يتوجه اليوم لها نقدِّم لهم العون.. وهذه ليست مِنَّة، ولكنني أشرح هذا الوضع لأبنائنا في ظل ما يحدث من أحداث فوضوية على مستوى العالم.. فبلادنا ترفل بالأمن والاستقرار وأن المواطن السعودي نجح قبل النفط ومع النفط وسينجح بعده. واستطرد مخاطباً الشباب: « الحلم بسيط جداً.. وعميق جداً.. الحلم أن يكون الإنسان السعودي قدوة للعالم، وأنتم تستطيعون ذلك.. تستطيعون ذلك من خلال الأخلاق والعلم والجد والاجتهاد، وليس هناك غيركم من يستطيع ذلك فماذا أنتم فاعلون؟» أما وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي فتحدث عن الحملة الإعلامية الشرسة ضد المملكة وقال: حاول جميع قياداتنا أن تكون المملكة هي الأولى اليوم.. في السلام أو الحرب.. رغم أن هناك معركة تدار من الخارج للتقليل من إنجازات هذا البلد.. لذا على كُتَّابنا اليوم التصدي لجميع أؤلئك المغرضين، فساحة الإعلام أصبحت ساحة معارك.. ونحن قمنا بدورنا ومازلنا نقوم بكل ما نستطيع.. ودوركم أيضاً أن تقوموا بدوركم في التصدي لهذه الهجمة». ولفت إلى أن هناك برامج لنقل المملكة إلى رؤية أفضل، ومازلت أؤكد أننا في المملكة نقود حرباً ضد الإرهاب بقيادة نائب خادم الحرمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف. وقد أكدنا لجميع دول العالم أن المملكة تملك مبادرة مهمة في ذلك.. وكذلك في الجانب الاقتصادي فهي رائدة في الاقتصاد العالمي، لذا علينا دور أكبر بتعزيز الوحدة الوطنية وهي الأهم، حيث إن وحدة المملكة هي الأنجح على مستوى العالم». ووجَّه الطريفي تحية صادقة إلى الجنود البواسل المرابطين على حدود المملكة للزود عنها والدفاع عنها بأرواحهم. من جانبه تحدث الخبراني عن القطيعة بين الأجيال والبيئة الثقافية، والصراع في مواقع التواصل، فعلَّق الأمير خالد الفيصل قائلا: أعتقد أن بيئتنا بخير، وما ذكرته هو نتيجة متوقعة للحراك الثقافي، فكلما كان هناك حراك ثقافي، كان هناك حماس.. وأعتقد أن البيئة الثقافية تشهد حواراً ثقافياً إيجابياً». وحول سخونة المشهد الثقافي قال الوزير الطريفي: «ما أريد قوله هو أن الحراك الثقافي أمر إيجابي، وجميع هذه الحوارات الساخنة طبيعية، لكن علينا أن نفرِّق بين مَنْ يقوم ب»التفريق» و»التحريض» في حواراته وبين مَنْ يهدف إلى «الرقي» والوصول إلى نتائج إيجابيةً كما أشار إلى ذلك الأمير خالد الفيصل». وأضاف: أما غياب بعض المؤسسات الثقافية عن الحضور والمشاركة في هذا المحفل، فأمر لا مبرِّر له.. لكن من خلال جولتي، وجدت أن هناك وجوداً ثقافياً رائعاً، وهناك كثير من المبادرات. وقال: لم نكن نجلس هنا لولا النجاح الذي صنعه زملاؤنا في الأندية الأدبية والجمعية السعودية والتليفزيون». وحول هيئة الثقافة التي وافق عليها سيدي خادم الحرمين الشريفين قال الطريفي: هناك لجان جديدة تم تجهيزها بين الشباب والشابات وكافة المثقفين لوضع الأُطر المقبلة للثقافة والتركيز على الهوية الثقافية التي رسمها لنا الأجداد، مع رفضنا لأي تيار يستغل المنافذ الثقافية، فما نريده هو مصلحتنا السعودية كما يحددها لنا قادتنا». من جانبها تحدثت مليكة عبدالحميد عن حاجة الشباب لدعم فعلي من دور النشر السعودية من أجل اهتمام أفضل بإنتاجهم الأدبي. كما تحدثت حنان القعود عن تجربتها في إصدار دار نشر نسائية والمعوقات التي واجهتها في ذلك.الطريفي من جانبه تناول دور الوزارة في دعم دور النشر السعودية وتحدث عن الشكاوى التي وردت للوزارة من المثقفين، وكيف أنه سأل عديداً من وزراء الثقافة في الدول الأخرى عن هذا الأمر. كما تحدث عن أهميةً القارئ السعودي، والمطالبات بإنشاء دار نشر تابعة للوزارة لنشر كافة الكتب الخاصة بالمؤلف السعودي وإبداع الشباب والشابات، وإعادة طباعة كتب الرواد وأن تشارك هذه الدار في جميع المعارض الداخلية والخارجية. مشيراً إلى أنه راجع كل تلك المطالب وتم اعتمادها بالكامل. وقال إن إحدى المبادرات التي ستكون جاهزة في الأيام المقبلة هي، التقديم الإلكتروني لجميع متطلبات الفسح من الوزارة. وذلك سيجعل الوضع أكثر سهولة لجميع المتعاملين معها، كما أن جميع الطلبات سيتم إنجازها بشكل سريع. وتحدث القعود عن الحقوق الخاصة بالمؤلف والمحافظة على الملكية الفكرية بشكل مهني. فقال الطريفي: هناك جانب للشكاوى في نفس الموقع الإلكتروني وسيتم التعامل معها بشكل مباشر ويتم حفظ حقوق جميع المؤلفين. أحمد الجعيد تساءل عن الفعاليات الثقافية والفنية الموجودة في السوق وكيفية الاستفادة منها طيلة العام.. وهل هناك مركز للمعارض والمؤتمرات سيقام في الطائف. فرد الأمير خالد الفيصل قائلاً: «ما وصل له سوق عكاظ اليوم هو النجاح.. وإذا استكمل مشروع المدينة التي سيتم تخصيصها للطائف من قبل هيئة السياحة والتي طرحها الأمير سلطان بن سلمان، فسيكون نشاط السوق طول العام، وليس لفترة قصيرة كما يحدث كل عام.. كما ستكون هناك نافذة آفاق المستقبل، وتم وضع أول لبنة لهذا المشروع.. وستكون نواة جديدة للطائف القديمة التي سيتم ربطها بالمشروع السياحي الذي يمتد من الشفا إلى الهدا وسيكون مدينة متكاملة». ورداً على تساؤل عطية الخبراني حول غياب جوائز المسرح عن سوق عكاظ، قال الأمير خالد الفيصل: لن تغيب ولكننا نخطط لها في المستقبل». كما ردَّ على تساؤل هاني المقبل حول رؤيته لمستقبل وفرصة الشباب في مبادرة «الرؤية 2030»، قائلاً: الشباب السعودي هو مستقبل هذه البلاد، وما كان مطلوباً منا في الماضي، مطلوب منهم اليوم، فما وصلت إليه المملكة من مكانة مرموقة كان من خلال جهد الآباء.. فالأمل فيهم، ونحن نعتز بهم وبأنهم سينقلون هذه البلاد إلى مستقبل أفضل.. وأرجو أن يعوا تماما ما قاله الوزير الطريفي حول الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها بلادنا من قِبل الخارج.. فلا تمنحوهم الفرصة في ذلك». أما الطريفي فاتفق مع ما قاله الأمير خالد الفيصل في هذا الشأن وقال: نحن نعمل في عمق الرؤية للوصول بهؤلاء الشباب إلى النجاح والتفوق. وقال إن من ضمن المبادرات إطلاق مشروع الشبكة الإخبارية بأربع الأربع وتشغيل وكالة الأنباء السعودية بخمس لغات. وأكد» هم يخشون ما سنصل إليه في المستقبل». وأضاف» نفرِّق بين الشعب الإيراني والنظام… فنحن جزء من هذا العالم .. ولكننا ضد كل تلك الأصوات الصادرة من حزب الله والحرس الثوري الذين يدعمون «داعش» بشكل واضح». كما تحدث عن عزمهم ترجمة أهم الأعمال السعودية إلى اللغات العالمية وسوف تكون الأكاديمية الملكية لدعم الفنون راعية لكل ذلك. كما تحدث عن التكنولوجيا بين الماضي والحاضر. كما أكد أنهم يسعون إلى رفع معدل إنتاج الإعلام السعودي من 2% إلى أكثر من ذلك وبشكل سريع.