لا أحد يشك أن نعمة الأمن والأمان التي تعيشها بلادنا تظل محل حسد من قبل الجهات المعادية الداخلية والخارجية التي تكن الحقد والخبث لما ننعم به وتحاول في كل مرة تعكير صفو التناغم والانسجام في المجتمع عبر التجنيد الإرهابي الخفي. عيد الأضحى لهذا العام مر تعيساً على منطقة حائل التي شهدت مقتل شاب لأنه عسكري على يد ابن عمه الذي بايع الخبيث البغدادي بالخلافة.. وبالرغم من الحزن الدفين الذي عاشته العروس التي شهدت أول مواجهة قتالية مع الإرهابيين انتهت بمقتل الهالك العييري قبل عقد من الزمن؛ إلا أن الإنجاز الأمني السريع بالقبض على القاتل ومقتل شقيقه مصور المقطع الفظيع أثلج صدورنا وتشكر عليه وزارة الداخلية وخصوصاً شرطة منطقة حائل التي أنجزت المهمة بقيادة مدير الشرطة نفسه الذي تعرض لإصابة طفيفة في موقف قيادي وبطل.. وصادف يوم أمس الأول إعلان وزارة الداخلية عن القبض على خلايا إرهابية كانت تستعد لعمل إجرامي وشيك وذلك من خلال المقبوضات التي كانت بحوزتهم من قنابل ومواد سريعة الانفجار.. المؤلم أن الشهور الماضية كانت عصيبة في جرائم قتل إرهابية وعمليات أمنية استباقية أحبطت كثيراً منها.. الأمر المربك والمحير هو أن جيل داعش الجديد لا تظهر عليه الأشكال القديمة من لحى وثياب قصيرة؛ بل مظاهر طبيعية وهنا مكمن الخطر الذي يحيط بنا طارحة سؤلاً كم داعشي بيننا؟ إلى قائد بلادنا العظيمة الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى حارس بوابة الأمن الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية؛ عندما لم تنفع ترديدات «تكفى» لقاتله وهي التي لها وقع كبير في شيم الرجولة العربية، نقولها بصوت عالٍ للرجال الأوفياء أبناء الرجال المؤسسين النبلاء الذين يقولون ما يفعلون ولا تمر أمامهم هذه الكلمة مرور الكرام؛ نقولها تكفى سلمان.. تكفى محمد إن بلادنا ليست بحاجة إلى تجفيف بل بتر منابع التطرف والتزمت التي توقظ الفتنة كلما نامت.. إنهم يعيشون بيننا برغد ويدسون أفكارهم المسمومة بطرق ظاهرها النصح وباطنها الدجل.. إنهم مع الأسف بيننا!