ودي أمسك ميكروفوناً (لاسلكي طبعاً) لا يستطيع أن يسمعه إلا كل شخص صاحب قرار، وقراره يمس حياة الناس، يعني ذبذبات تروح للمسؤول وبس، ولا يسمعه المواطن، (بس المسؤووول)، وتصل هذه الذبذبات إلى أذنه مباشرة (عاد يدبرونها المخترعون)، حتى أقول لكل مسؤول «عليك وجه الله أن تضبط الأمور وتيسرها على الناس، وضع نفسك مكان الناس، يعني إذا إنت من سيوقع قرض السكن وقِّعه بسرعة كأنه لك، وإذا إنت مدير المستشفى وعندك طلب سرير لمريض، لفلف أسياب وممرات المستشفى شبراً شبراً حتى تدبر هذا السرير وكأنه لك، وإذا إنت مدير التراخيص في البلدية والمعاملة متعطلة على توقيعك، بسرعة اشخط أم وأبو التوقيع وكأنه لك، ثم صك المواطن بابتسامة في وجهه من داخل قلبك، ولماذا من داخل قلبك تحديداً؟ لأننا اتفقنا خلاص، هذا المواطن هو إنت .. وإنت يا إنت .. ما عندك أي مشكلة إنك تبتسم لنفسك، صح؟ إذاً وفي هذه الحالة يا حبيبي المسؤول حتى لو صورك مواطن (داسس) كاميرا سينمائية وليست كاميرا جوال في جيبه، ووزعها على اليوتيوب، وعائلة اليوتيوب كلها، سيصبح الموضوع عادياً وعادياً جداً؛ لأنك مبتسم .. بل إنني أقترح أن تتعدى الابتسامة إلى أن تكون فاغراً من (زود) السعادة باستقبال هذا المواطن الذي هو نفسك كما اتفقنا، (وأن تكون فاغراً لمن لا يعرف الفغر، أو حتى لا يعرف كيف يفغر من المسؤولين، الذي ربما تعجبه فكرتي لكنه يريد الطريقة، أقول أن تكون فاغراً؛ يعني فتح الفم بدرجة زاوية لا تقل عن 93 درجة، مع رفع الفكين إلى أعلى قليلاً، وببراءة متناهية في نظرة العينين؛ لأن كونك فاغراً وأنت تبتسم يعني أن الصورة ستكون أعرض وأجمل للنشر والتتويت أيضاً). نسعد جميعاً عندما يسعد من حولنا!