يد العبث تصل إلى الغابات المتحجرة في القصيم.. عبارة صغيرة تختصر معاناة الباحثين والمهتمين بالتراث والآثار في هذه المنطقة العريقة.. ففي إحدى المناطق شرق القصيم في مكان يدعى (الزغيبية) تم اكتشاف آثار ومواقع لغابات ونباتات متحجرة أكد عدد من الباحثين والمختصين أهميتها، فبعضها يعود لعصور سحيقة.. في الوقت الذي لا تبالي الجهات المختصة وتغمض عينها عن العابثين بهذه المواقع.. على أن بعض هؤلاء العابثين لا يعون أهمية هذه الآثار، لكن المناشدات التي أطلقها المختصون والمولعون بهذا النوع من التراث تكفي لاتخاذ خطوات سريعة وعاجلة لوقف هذا الإعراض. «الشرق» التقت عدداً من المهتمين وخرجت بالتحقيق التالي: ذكر مساعد السعيد أنه من خلال جولاته البرية وبحكم اهتماماته في الطبيعة وعلومها فقد لاحظ وجود غابات متحجرة. وأضاف قائلاً: تعبت كثيراً في البحث والتحري والقراءات بخصوص موضوع الصخور المتحجرة حتى وصلت إلى قناعة أكيدة أن منطقة شرق عنيزة هي منطقة غابات متحجرة يجب حمايتها والعناية بها. وتابع السعيد قائلاً: إن الصخور الموجودة ومن خلال عمليات تحليل تم اكتشاف أنها لأشجار ونباتات قديمة منذ مئات السنين تحجرت بسبب العوامل الطبيعة وتُركت هذه الغابات مهملة دون وجود أي حماية لها أو حتي كتابة هذا في السجلات البحثية الرسمية. أما أحمد المطيري، فقال: هناك عدة مواقع تتعرض إلى العبث والعشوائية وتحتاج إلى تدخل رسمي من خلال سن التشريعات المنظمة والحامية لهذه الأماكن الطبيعية المهمة، وإن اقتضى الأمر إلى ضرورة التسوير ومنع الوصول إليها حماية لها من العبث والعشوائية، مشيراً إلى أنها تمثل إرثاً حضارياً ينبغي الحفاظ عليه وعدم التفريط فيه وتركه عرضة للعابثين وغير المبالين. ويضيف المطيري قائلاً: مع وجود جامعة كبيرة في منطقة القصيم عقدنا الآمال لإجراء الأبحاث المتخصصة على هذا الموقع، ولكن مع الأسف لم يتم التعرض للموقع وبقي مفتوحاً أمام العابثين به دون وجود أي حراك رسمي أو أهلي. ويذكر عبدالرحمن العقلي المتخصص في الشؤون الجيولوجية أنه سبق للدكتور عبدالعزيز بن عبدالله اللعبون اكتشاف غابة القصيم المتحجرة من خلال الدراسة، التي قام بها في مدينة عنيزة والشقة وجبل الصنقر ووادي الشجرة في قصيباء وجبل أبوكحالة، حيث اكتشف بعض جذوع الأشجار المتحجرة بطول أكثر من ستة أمتار. وأرجع العقلي هذه الغابة إلى العصر البرمي قبل أكثر من 250 مليون سنة تقريباً، وهي بقايا غابة واسعة تمتد لمسافة تزيد على 1000 كيلومتر من أم غيران (أمغيران) جنوباً عند الحافة الغربية لصحراء الربع الخالي حتى منطقة قصيباء شمال منطقة القصيم. وقال: يعود تاريخ هذه الغابة إلى العصر البرمي المتأخر Late Permian. ويتفق العقيلي مع الآراء السابقة التي تدعو إلى حماية الأماكن الطبيعية. ويقول: طالما أن الأبحاث العلمية والدراسات المتخصصة قد أثبتت أن الموقع هو لغابات متحجرة، فالواجب ضرورة وجود تدخل رسمي لحمايته من أي عبث متعمد أو غير متعمد.