كلّ الألوان تحولت في الجزائر خلال الاسبوعين الأخيرين إلى الأخضر والأبيض والأحمر، الشرفات وسطوح العمارات وأعمدة الإنارة العمومية وحواف الطرقات والسيارت وواجهات المحال التجارية واللوحات الإشهارية كلها لبست ألوان العلم الجزائر عشية المباراة الفاصلة التي ستجمع المنتخب الوطني الجزائري اليوم مع نظيره البوركينابي في إطار مواجهة إياب الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى نهائيات كاس العالم 2014 في البرازيل. ولم يحل هاجس الخوف من انتشار الملاريا دون الإقبال الهائل للمناصرين على شبابيك بيع التذاكر على خلفية تسجيل حالات لمصابين بالملاريا وسط المناصرين الجزائريين العائدين من بوركينا فاسو في عدد من محافظات الجزائر على رأسها ولاية غرداية في الجنوب، وطمأن الوزير الجزائري للصحة عبد المالك بوضياف المناصرين من أن السلطات اتخذت جميع الإجراءات الوقائية لاستقبال المناصرين القادمين من بوركينافاسو. و قال الوزير في تصريحات للصحافة عشية المباراة. وألقت مصالح الأمن الجزائرية بكل ثقلها قبل وأثناء وما بعد مباراة الثلاثاء حيث كشفت أرقام رسمية عن تجنيد المديرة العامة للأمن الوطني ل 5 آلاف شرطي لتأمين المناصرين في محيط ملعب مصطفى شاكر بولاية البليدة (50 كلم غرب العاصمة الجزائر) وخارجه، كما تم دعم أعوان الشرطة ب 22 وحدة من وحدات الجمهورية للأمن فضلا عن إدماج وهذا لأول مرة ل 300 عنصر من المجتمع المدني، غالبيتهم شباب ينشطون في جمعيات محلية ك «أعوان ملاعب» تم تكوينهم خصيصا لتخفيف العبء على عمل الشرطة في المدرجات. وتتحدث الأرقام الرسمية عن تنصيب 30 كاميرا لمراقبة ومتابعة الوضع داخل الملعب وخارجه. ولأن عدد المناصرين فاق بكثير عدد المقاعد التي يتسع لها ملعب مصطفى شاكر (30 ألف مقعد) شهدت عمليات بيع تذاكر المقابلة حالة من الفوضى قادت إلى وقوع إصابات وسط المناصرين ودخول هؤلاء في مشادات مع أعوان الأمن أضطر الأخيرة إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع لتفرقة حشود المناصرين. وتفاديا لوقوع مواجهات بين مناصري الفريقين لجأت إدارة الملعب إلى تخصيص جناح خاص بمناصري المنتخب البوركينابي امتثالا لتعليمات الفيفا.