أخيراً وجدت كلمة السينما البديلة مكاناً لها في قناة تبث بالعربية وهي قناة بي بي سي. "السينما البديلة" مصطلحٌ يطلق على السينما المستقلة تلك التي لا تصنع لاعتبارات تجارية وإنما لاعتبارات فنية بحتة, وهذا النوع من السينما هو فن قد لا يكون جماهيرياً ولذلك ففي كل العواصم والمدن الكبرى هناك دائماً دور سينما صغيرة غير معروفة إلا لذوي الاهتمامات الفنية إذ يجدون فيها الأفلام المستقلة والتجريبية والأفلام ذات القيمة الفنية المتميزة. أما البرنامج الذي تبثه قناة بي بي سي عربية فيتناول نوعاً معيناً من السينما البديلة هو الأفلام القصيرة. وهو يعرض بشكل أسبوعي أفلاماً قصيرة بكاملها وهذه الأفلام قد تكون تجريبية وروائية وتسجيلية أو أفلام تحريك كما أنه يستضيف أحياناً صانعي الأفلام أو مشاركين فيها وأحياناً نقاداً سينمائيين للحديث عن أمور معينة في الفيلم. الأفلام التي يقدمها البرنامج متعددة الأساليب والمواضيع والغرض هو تقديم مادة فنية مختلفة وتحليلها. والجميل هنا هو التفات البرنامج إلى الأفلام القصيرة تحديداً.. هذه الأفلام التي لا مكان لها آخر سوى المهرجانات الفنية حيث لا يشاهدها سوى قلة من المشاهدين, رغم كل ما تحمله من قضايا وقصص ولغة بصرية جذابة. برنامج "سينما بديلة" يبدأ بفيلم يقدم له المذيع من صالة سينما ليعطي جواً خاصاً مختلفاً ثم حتى في طريقة لقائه مع ضيوفه يحمل شكلاً بصرياً مختلفاً ومميزاً عن غيره من البرامج التي تطرح في نفس القناة. عرض البرنامج عدة أفلام وتجارب مهمة وعرف بأسماء صنعت تجارب مميزة كفيلم "قبل الاختفاء" الذي أنتج عام 2005 وهو التجربة الإخراجية الوحيدة لجود غوراني التي تعد من أهم مدراء التصوير حالياً. كذلك عرض أفلاماً حازت على جوائز من مهرجانات مختلفة مثل فيلم "عرفات وأنا" للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل و"سبيل" للإماراتي خالد المحمود و"اليد اليسرى" للمغربي فاضل شويكي وغيرهم. للأسف أن برنامجاً كهذا بدأ في وقت تتصدر فيه الدراما السياسية على شاشات الأخبار في العالم العربي الموقع الأول, ولذلك بقي البرنامج في الظل لكنه نافذة جميلة تستحق أن ينظر من خلالها إلى عالم مغمور من الفن السابع رغم جماله وتميزه.