زيادة الاهتمام بالشعر الشعبي نتج عنها ولادة صفحات ومجلات وقنوات أكثر لاستيعاب الزيادة المطردة في أعداد الشعراء ولإشباع رغبة المُتلقين، ورغم أن كثيراً من الشعراء عُرفوا من خلال هذه الوسائل وقدمت لهم الدعم وأوصلتهم إلى الجمهور إلا أن السخط ما يزال مُستمراً والاتهامات بالمُجاملة وفساد الذوق تهمة لا تنفك عن القائمين عليها، ومع بدء الإجازة وانطلاق المهرجانات والمُلتقيات الصيفية يتحول هجوم الشعراء باتجاه مُنظمي تلك المهرجانات ممن يُضيفون الأمسيات الشعرية لقائمة الفعاليات التي يقيمونها. عدد المهرجانات والملتقيات الشعرية قليل جداً ويستحيل أن يستوعب أعداد الشعراء الهائلة، ففي كل عام يقام خلال موسم الصيف عدد من الفعاليات الشعرية في بعض مناطق ومحافظات المملكة تُضاف للمهرجان الأبرز (الجنادرية)، إلى جانب المُلتقيات والمهرجانات الشعرية المعروفة في الخليج مثل (مُلتقى دبي للشعر) في الإمارات، و(مُلتقى عمان الشعري) في سلطنة عمان، و(مهرجان أهل القصيد) في مملكة البحرين، و(مهرجان هلا فبراير) في الكويت، هذه المهرجانات فضلاً عن عدم إمكانية استيعابها لكم الشعراء تُواجه إشكاليات ومعوقات عديدة كعدم انتظام مواعيد إقامتها، وصعوبة التوفيق بين رغبات الجمهور في استضافة شعراء نجوم، وبين ورغبات واشتراطات أولئك النجوم المبالغ فيها في بعض الأحيان. من يُتابع تصريحات الشعراء يلاحظ أن كلاً منهم يرى بأنه أفضل من غيره وهو الأجدر بالمشاركة في أمسية من أمسيات المهرجانات الصيفية أو الملتقيات الشعرية، ومن تُقدم له الدعوة لإقامة أمسية في مهرجان مُعين يسهب في مدحه والثناء على المنظمين له لذوقهم وإنصافهم للشعراء الحقيقيين، ومن لا يُدعى يفرط في القدح وذم المهرجانات التي تقوم على الشللية والمصالح الشخصية، ومهما اجتهد المنظمون أو قصروا يظل السخط عليهم متواصلاً كما هو الحال في سخط الشعراء على القنوات الشعرية وقبلها المجلات والصحف. أعتقد أن المهرجانات والملتقيات الشعرية تحاول خدمة الشعر والشعراء بحسب الإمكانات الموفرة لها، واستطاع بعضها لفت أنظار جمهور الشعر بروعة التنظيم وجودة اختيار الشعراء المشاركين، لكن المعوقات التي أشرت إليها تصعب من إمكانية تحقق رضا الشعراء عنها. أخيراً يقول المبدع سالم حمد الملعبي: أقول يا صدري من الضيق لا باس إن مرّ في بالك لحن حزن غنّه لازم تذوق اللي يذوقونه الناس هذا الفراق اللي يقولون عنّه