نام فرج تحت الدرج.. داهمته الموتة الصغرى.. أراحه من نكد اليوم من (لا تأخذه سنة ولا نوم).. ابتسم ببهجة تسع كل الدنيا.. ضحك من قلبه ضحكة لو وزّعت على سكان الحارة لاهتزت لها كل الحيطان.. ولو وُزّعت على تعسائها لفاض بها الوجدان وخرجت من الآذان.! "تنام في الدّرج يا فرج"؟! يحاور نفسه بصوت مسموع.. يسأل ويجيب، فتتحوُل الحيطان إلى (كورال): "وليه لا ؟.. النوم سلطان، وقد كانت نومة هنيّة يحلم بها كل من أضناه طول السهر".! وتغطرف الدّرج.. وتصهل كل الحيطان: أنت (كمان) سلطان يا فرج.. أنا؟! "تعرف مين أغنى الناس يافرج"؟ مين؟! "إللي ياكل وينام ويدخل الحمّام.. كل شيء زايد، والزايد أخو الناقص يا فرج".! ..... وتمطّع فرج، تمطيعة استطالت معها يداه.. شعر وكأنّها تخترق الأسقف العالية، وتتحوّل إلى أجنحة تخفق وتحلّق.! كانت أمّه تقول له في صغره: "اسأل الله العفو والعافية يا فرج.. إذا عافاك أغناك ياولدي".. فكان أغنى الناس بالعافية. حينما كانت تبرق عيناه لوسخ الدنيا في لحظة ضعف، كان يسترجع فيرى أغنى الناس يحسده على العافية.! ..... * آخر السطور: "يا مستجيب للدَّاعي جب دعوتي بإسراعِ وأشفي جميع أوجاعي يا مرتجى يا رحمن"..