ما الذي يفعله خليل جلال بالتحكيم؟ كيف يقود المباريات بتلك التناقضات والتهاون وعدم تطبيق القانون كالذي فعله في لقاء الهلال والاتحاد وكاد ان يتطور الى امور خارج السيطرة لولا وعي بعض اللاعبين، في الوقت الذي خرج البعض الآخر عن الاخلاق الرياضية من دون أن يتخذ تجاهه جلال القرار المناسب، يبدو ان بعض الفرق حفظوا طريقة ادارة هذا الحكم للمباريات لذلك هم يعرفون نقاط الضعف لديه اكثر من معرفتهم بنقاط الضعف لدى الفرق المنافسة، والخوف ان يكون جلال بحكم علاقته القوية مع اللجنة قد ضمن تكليفه بإدارة المباريات لذلك فهو حتى لو اخطأ وتضررت منه الاندية واعاد التحكيم الى المربع الاول فحقه في التكليفات مضمون. جلال شارك في كأس العالم ومباريات دولية اخرى، ولكن المتتبع لمسيرته التحكيمية يجد انها مليئة بالاخطاء، ولو سألنا انصار القادسية في اعوام مضت لقالوا ما يشيب له الرأس، ولو عدنا الى حادثة طرد عبدالعزيز الدوسري بتوصية لاعب الخصم لجزمنا ان هذا كاف لابعاده عن التحكيم نهائيا، ولو فتحنا ملف لقاءات أخرى لادركنا ان هذا الحكم لايمكن له ان يستفيد من الاخطاء، ولو راجعنا اشرطة مباريات عدة كلف بقيادتها لو جدناه اضعف الحكام واقلهم سيطرة على انفعالات اللاعبين تطبيقا للقانون، اما لضعف شخصيته وقدراته او خشية ردود الفعل ووضع بعض الاعتبارات في ذهنه، لذلك وصل التحكيم السعودي الى حالة يرثى لها. مباراة الهلال والاتحاد بغض النظر عن المتضرر فهي حالة جديدة تعكس الانفلات التحكيمي فلا تدري بأي قانون يتعامل جلال مع الضرب الواضح والخربشة المكشوفة والانبراشات، هل هناك قانون (مطاط) يمكنه التغاضي عن الركل والرفس، كل ما ظننا ان التحكيم السعودي انتعش وبدأنا نقترب من الاعتماد عليه اعادوه الى الوراء وعاد الشارع الى الاحتقان، لانعلم بأي قانون يفكر الحكام؟ بردة الفعل ام بالضغوطات ام بعدم الاكتراث بانصاف المتضرر صغيرا ام كبيرا؟ المشكلة التي يعاني منها جلال انه يرى في نفسه الحكم الافضل وانه الذي ذهب الى كأس العالم بينما كل هذه الاشياء لا قيمة لها مالم ينتج عنها عمل ايجابي وقرارات صحيحة وفهم وتطبيق للقانون وانصاف للاندية وكسب رضا الجماهير وثقة الاعلام، حتى التمركز الصحيح واختيار الاماكن المناسبة وعدم مضايقة اللاعبين على الكرة اصبح لايجيده، والغريب ان هناك من يقول انه لم يتركب اخطاء مؤثرة، وأول هؤلاء الحكم العالمي عبدالرحمن الزيد الذي منحه درجة ثمانية وسبعة من عشرة حتى ظننا انه شاهد مباراة غير التي نقلتها اجهزة التلفزة، واذا اراد ان الزيد وغيره ان يدعم التحكيم المحلي ويلمع صورته ويحاول ان يقلل من تأثير الاخطاء التي يرتكبها فيفترض ان يكون ذلك بتقديم المقترحات لتطويره والاعتراف بالسلبيات حتى ينهض من كبوته، الا اذا كان الحكم العالمي يقيس حجم تأثير الخطأ عندما يخرج اللاعب مكسورا وجسمه مشوها؟ التظاهر باصلاح حال التحكيم لايعدو كونه عبارة عن مسكنات تستخدم منذ فترة حفظها الجميع عن ظهر قلب ولكنها لاتقضي على علة ولاتعالج مشكلة ولاتفضي الى عمل ايجابي، وأول من يدفع الثمن ليس الحكم، ولكنها اللجنة «الأم»، ويجب ان يعرف المهنا ومن يعمل معه ان من ينتقد الحالات وليس الاشخاص هو من يتمنى لهم الخير والتقدم وخلو التحكيم من كوارث خليل وبقية زملائه!