يخشى الخبراء ان يشكل الارهابيون الذين نفذوا اول عمليات انتحارية على الاراضي الاوروبية الخميس الماضي في لندن، مثالا لارهابيين آخرين في هذه القارة. ورأى ماغنوس رانستورب مدير مركز الدراسات حول الارهاب والعنف السياسي في جامعة سانت اندروز باسكتلندا ان «هجوما كهذا قد يشكل مثالا لمناصرين للقضية يرون فيه نجاحا كبيرا». واوقعت الاعتداءات التي نفذت في السابع من تموز «يوليو» في لندن واستهدفت ثلاثة قطارات مترو وباصا بطبقتين 52 قتيلا و700 جريح. وقال رانستورب في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس ان هذه العمليات «قد تستخلص منها دروس على الصعيد العملاني ولا سيما حول طرق تحسين التقنيات المعتمدة للحصول على مفعول اقوى». واعتبر لوي كابريولي المسؤول السابق في جهاز مكافحة التجسس الفرنسي (دي اس تي) ان عناصر «الشبكات التي تم كشفها في فرنسا سيتساءلون (لماذا افجر نفسي في العراق؟ في وسعي ان افجر نفسي في باريس او ليون او ميلانو او روما)»، متوقعا «ظاهرة منافسة» بين الارهابيين على هذا الصعيد. وقال ماغنوس رانستورب ان الاعتداءات قد يتم تنسيقها في المرة المقبلة في دائرة اوسع واوضح «من المحتمل ان يقع في المستقبل اعتداء في لندن تليه بعد قليل اعتداءات في بلدان اخرى او حتى في البلد نفسه». وذكر الباحث ان ايطاليا وفرنسا واسبانيا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا والدنمارك بين الدول الاكثر عرضة للمخاطر الارهابية. وتوقع رانستورب ان يستمر الانتحاريون في استهداف وسائل النقل العام مثلما حصل في لندن ومن قبلها في مدريد في اذار «مارس» 2004 بسبب عدد الضحايا الكبير الذي يمكن تسجيله فيها ولا سيما في ساعات الازدحام ووطأة مثل هذه العمليات على اقتصاد الدول المستهدفة. واوضح الباحث ان على الدول المستهدفة ان تسعى بشكل اولي لتحديد الاشخاص الذين يتولون التجنيد للشبكات الارهابية وهي بنظره اصعب مهمة. وقال ان هؤلاء الاشخاص هم في غالب الاحيان مقاتلون قدامى في حروب البوسنة او الشيشان او كشمير ويقومون بتجنيد اشخاص ذوي شخصيات ضعيفة يمكن التأثير عليها ولا سيما بين الشبان والعاطلين عن العمل في الدول الغربية. واضاف رانستورب «انها مشكلة على الصعيد الاوروبي» معتبرا ان مشاعر العداء للاجانب والعنصرية تزيد من المخاطر الارهابية. وختم ان على الشرطة والطبقة السياسية السعي لخفض مشاعر العداء للاجانب التي تؤدي الى عزل مختلف المجموعات وتوجد الظروف المناسبة لانضمام اعداد اكبر الى صفوف الارهابيين، والا فان مئات الشبان المسلمين قد يقررون التمثل بانتحاريي لندن. من جهته قال مايكل هاورد زعيم المعارضة المحافظة في مجلس العموم في تصريح امس الاربعاء ان كل حجر يرشق به مسجد يخدم مآرب الارهابيين من خلال اثارة الشقاق بين البريطانيين.