كي أصل إلى ما أريد ، لعلك تأخذ الحرفين الأوّلين من الاسم الأول في العنوان أعلاه، والحرفين الأخيرين منه فتضيف حرفين آخرين للأولين هما الألف والدال ، وتكمل بالأخيرين أربعة قبلهما هي الياء والواو والنون والسين . هذا بالتأكيد ليس تمريناً لغوياً ولا رياضياً يُعنى بتنشيط خلايا المخ وتجديد مهارة الربط الذهني، ونفض الغبار عن الذاكرة قبل تدريبها عبر العناية بالرياضة الذهنية ، وليس العنوان أيضا هو الاسم اللاتيني الشهير للاعب الأجمل في تاريخ كرة القدم . إنها الموافقات وحدها حينما تتذكر ذاك المجهود الوافر والأداء المميز للاعب خط الوسط المتقدم في المنتخب البرازيلي وهو يقدم أروع العروض التي حمل بها بلاده إلى مواقع الريادة العالمية والحضور المبهر في مجاله مع رفاقه في الملاعب الخضراء ، حتى أصبح واحداً من متلازماتها الوطنية في تاريخها الحديث . ذات الموافقات في الحضور والجمال والمجهود تأخذك دونما شعور ربما بذات الظرف وأنت تتأمل في حراك المندوبية السعودية الدائمة في اليونسكو وإن اختلفت الميادين ، فساحات النزال الكروي لدى زيكو في المستطيل الأخضر تختلف عنها في ساحات النزال الفكري والثقافي والتربوي والحضاري لدى زياد في أروقة وقاعات المنظمة العالمية ، وما عداها لا تجد إلا كثيراً من التوافق والتشابه في الأداء وتحمل المسؤولية وتشريف الوطن وتفعيل حقائق الانتماء عبر التمثيل المشرف دائما ، كلاهما بنفس القدر والشكل في ميدانيهما البعيدين عن بعضهما . وبالرغم من أن بلادنا تعتبر من أكبر البلدان الداعمة للمنظمات العالمية إلا أنها من أقل البلدان استفادة منها ، غير أن الصورة اختلفت عندما اختلف المنهج والأداء والفكر واستشعرت الرسالة ، وشخصياً قبل سفيرنا الحالي لم أعرف – ولعلي مثل غيري – أي حضور مشهود لنا في اليونسكو عدا محاولة القصيبي رحمه الله في الفوز بإدارتها عند بداية سنوات الطموح والتغيير التربوي في وزارة التربية أيام الوزير الرشيد . المشهد مختلف الآن فاللغة العربية لغة معتمدة في المنظمة الكونية ، ومندوب المملكة نائب للمدير العام بها ، وجامعاتنا تستفيد من جامعة المنظمة وخبراتها وخبرائها، وحاجاتنا الملحة في المياه والتصحر وفي الجفاف البيئي في الحياة والسلوكي في الإنسان ، وبرامج التربية والتعليم ورعاية الطفولة ، وحواراتنا مع الحضارات الأخرى ، وحضورنا بقضايانا القومية ، أصبحت كلها واقعا ملموسا يستحق الإشادة لمزيد من الجمال والألق والفاعلية التي ترتدي ثوب الوطن وروحه دائما في التمثيل وفي الحضور . وبإيجاز لعلنا وصلنا سوياً إلى تأمل معاني الحروف ودلالاتها في الذهن أحيانا عندما نتأمل في ثنايا المحاولة المشروعة لقراءة التشابه في المشروع ، نجتاز بها وتصل بنا إلى اسم علَم عربي سعودي هو الدكتور زياد الدريس ومنظمة عالمية شريفة وعملاقة هي اليونسكو..