عيد كبير، وإطلالة سعيدة لملك أحبه الناس ورأوا فيه صورهم وضمائرهم، عندما بدد الشك وظهر بروحه الأبوية والإنسانية، يبتسم ويلاطف ويقبل على الصغير والكبير بروحه التي اعتدناها، فرحة متفائلة، ولعل البشرى هائلة أن نراه، وأن نجده بصحة جيدة، وأن يفتح باب الآمال العريضة لمرآه، الذي رافقته الدعوات بسلامته من كل إنسان أحبه وعرفه بسليقته العفوية، ابناً لهذه الصحراء التي أنجبت العظام.. لقد كان إعلان اعتلاله الصحي، استفتاءً لما يملكه في أفئدة مواطنيه من محبة ودعوات، وهذا تجسيد لحالة التلاحم التي تندر أن تراها معظم المجتمعات، لأن شخصه الذي تربع على أعلى مواقع الرجولة والكفاءة، والتواصل مع كل الناس بمختلف مراتبهم وأصولهم وفروعهم، يؤكد لنا أن قيادات هذا البلد التي شرعت الأبواب وأعطت المثل العليا بالتسامح والوفاء تؤكد لنا أننا تلاميذ في مدارس المؤسس العظيم، وأن الملك عبدالله الذي أحدث التغييرات بسلوك وعزم الحاكم الذي لا ييأس، والذي غطت نظرته البعيدة كل أرضنا وبقاع الوطن العربي والعالم الإسلامي، لهو شرف لهذا الشعب وأمته.. إنها فرحة كبيرة أن نجده بيننا، ليضيف ليوم عيدنا يوماً لا ينسى، صاحب الصفات النادرة في عالم اليوم عندما تضعفه الرحمة وتقويه المواقف الكبيرة التي لا يتنازل فيها عن معتقدات وقيم وثوابت، ويكفينا عندما نجده بين الفقراء ومع المرضى يستقبل أصحاب الحقوق والديات ممن عفوا بنفس قوة وشهامة من قاموا بالتضحيات كأبطال وشهداء لوطنهم، ورجل بهذا الحجم والتقوى والبساطة، استطاع كسب الأرواح والقلوب، وإن عارضه المرضي كان صدمة مع أن المتفائلين بعافيته أكثر من المتشائمين لأننا شعب مؤمن بالله وقدره خيره وشره، لكن العواطف عندما تتكاثر وتتضاعف لا يستطيع أي إنسان الامتناع عن التعبير عنها، وهذا التبادل الشعوري الذي وضع خادم الحرمين بأعلى مراكز الحب، جاء من صفاته وكرم أخلاقه وتواضعه، وهو النموذج الذي بكبريائه كبرنا، وبتسامحه وضعنا بعالم المثل، والقيم الكريمة.. كل مواطن وعربي ومسلم يدعو له بالشفاء العاجل والكبار والصغار، المرأة والفتاة، وحتى الرضع رأوا أننا في طلعة الرجل العظيم نحتفل بعيدين ومناسبتين كريمتين..