منذ عدة سنوات وفريق الحزم بعيد عن حسابات الهبوط والتفكك الإداري وانهيار النتائج التي بدأت هذا الموسم بشكل غريب وسريع لفريق قوي وطموح اثبت وجودة وأصبح من أكثر الأندية التي يضرب بها المثل ويعمل لها ألف حساب، والحقيقة أن هذا التراجع كان لا بد وان يحدث في ضل حسابات الحزم القائمة على استمرار الدعم المادي فقط واستقطاب اللاعبين من خارج النادي بدون اهتمام أو رعاية حقيقة للمراحل السنية التي تحقق الاكتفاء الذاتي أو التوازن المطلوب لأي فريق يطمح باستمرار التواجد وتحقيق الانتصارات من دون خلل واضح أو تفضيل جانب على آخر. وعلى ذلك يجب على إدارة نادي الحزم أن تبدأ من ألان بإعادة الحسابات وان تعطي لكل مرحلة أو فئة كل ما تستحق من رعاية واهتمام، والمعروف أن كرة القدم عبارة عن دروس وتجارب لا يمكن أن تستمر أو تتوقف عن حد أو وضع معين اذا كان هناك عمل جاد ومحاولة حثيثة للنهوض من جديد وتصحيح الأوضاع بشكل يحقق المصلحة العامة ولا يرتبط بتخطيط فردي و نجاح مؤقت أو مشروط. يعمل نادي برشلونة الاسباني على تحقيق فلسفة خاصة وسياسة مختلفة عن باقي أندية أوروبا وذلك من خلال الاعتماد على أبناء النادي وتطوير مهاراتهم وتمكينهم من تمثيل الفريق بشكل دائم ومدروس من حيث التوقيت والتجانس، ولا شك أن هذه التجربة تعتبر من أفضل الأمثلة على تحقيق الاكتفاء الذاتي وحسن التخطيط وبعد النظر بدلا من هدر الأموال وضياع المجهود على مجد مؤقت أو انجاز هش لا ينفع النادي ولا يضمن الاستقرار. ومن هنا أقول أن الاستفادة من نظام الاحتراف بكل ما يحمل من تسهيلات أو مزايا تساعد على تحقيق البطولات أو تعزيز المواقف وترميم الصفوف أمر مشروع للجميع ولا مانع من استغلاله ولكن بشرط أن لا يكون على حساب تقليل الفرص وإنتاج النجوم كما يحدث في اغلب أنديتنا، ولا اعتقد أن هناك دليل واضح على صحة هذا المثال أكثر مما يحدث الآن مع فريق الحزم وما على أنديتنا إلا أن تستفيد من جميع التجارب والدروس خصوصا مع ارتفاع درجة المنافسة وتزايد شروط التواجد في دوري المحترفين.