بُعيد حرب عام 67 م تلك الحرب التي انتهت بهزيمة مؤلمة للعرب وللشارع العربي بالذات الذي كان يعيش أحلام الدعاية الكاذبة .. أقول بعيد تلك الهزيمة المرة بدأت حرب الاستنزاف العربية (المصرية تحديدا) للعدو ، تلك الحرب يقال إنها الحرب التي كان المصريون منتصرين انتصارا حقيقيا فيها ، فكانت الضفادع البشرية تزحف في البر والبحر وتهاجم ومن ثم تنسحب ، وقد تفقد جنديا أو جنديين ، لكنها تضرب بقوة ..وقد حفلت بعض المسلسلات بقصص هذه الحرب والبطولات.. كانت وفاة عبدالناصر ثم حرب 6 تشرين الأول (اكتوبر ) 1973.. وانتصر العرب انتصارا قصيرا سرعان ما انفلت بسبب الجسر الجوي للإمدادات الأمريكية من جهة وعزل حوالي نصف الجيش المصري في ثغرة الدفرسوار من جهة اخرى . حرب الاستنزاف المصرية ضد إسرائيل وقفت، لكن أوحت بافكار حرب أكبر وأوسع وهي حرب استنزاف ضد المسلمين ، هذه الحرب قوية ومستمرة وعبر محاور عدة ، ومعها أسماء مختلفة .. فإذا كانت الشيوعية سببا لتصفية الكثير من حركات الشعوب ما بين أعوام الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات انتهاء بالثمانينيات ، ولكنها لم تكن بهذه الحدة ، وكانت عملية العقاب لا تطال شعوبا كاملة إنما من يثبت قربه من الشيوعية فكرا وعملا ..أو حصول انقلابات لتغير الوضع .. تمس جزءا من الشعب ليس كله .. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بسبب الدعم الإسلامي الكبير وغير المحدود سواء من المجاهدين المسلمين أو الدعم السياسي والمالي العربي ..فكان أن تم اختيار الإسلام عدوا يجب محاربته ..وخرج رئيس النيتو ليقول بدأت الحرب الآن ضد المسلمين ، فوجئ أغلبنا برد الجميل . وما كان من أغلب الرؤساء العرب إلا أن استفسروا فظهر بيان هزيل ينفي ما قاله ذاك الرئيس . ثم بدأت بصورة كبيرة حرب استنزاف المسلمين . حرب الاستنزاف ضد المسلمين زادت وكبرت منذ كامب ديفيد , كان الانشقاق الكبير وغرس الفتنة المذهبية في حرب الخليج الأولى فضرب المسلم نفسه . كانت الفرصة الرائعة والقطاف السهل ، عندما دخل الجيش العراقي الكويت ، حيث انتفض فرحا بوش الأب وقال كلمته : now I catch him ) أمسكت به الآن ، يقصد الرئيس العراقي صدام حسين ، فكانت الفرصة التي أتت على طبق من ذهب .. فكانت حرب 1991 م، حيث ضرب العالم العراق وتم ضرب المسلمين بالمسلمين بقيادة أمريكا وبريطانيا فتكسرت في العرب جملة أحلام. وبدأت شرارات النار تنطلق برقعة واسعة وتنتشر . .. فكان الاستنزاف كبيرا وكثيرا ، هذا الاستنزاف شمل مناطق كثيرة ، وتفتق الذهن المعادي على فكرة الإرهاب ، وكانت 11 أيلول ( سبتمبر) وتداعي البرجين التجاريين وبعض أجزاء من البنتاغون . هذه ال11 أيلول التي غموضها لم يمح حتى تاريخه ، ولا يشبهها إلا غموض مقتل الرئيس( جون كيندي). من ال11 ايلول أعطت أمريكا لنفسها وحلفائها اليد للعبث بكل قانون دولي أو نظام عالمي ، فقد تم ضرب أفغانستان . في المقال القادم أكمل ..