عند ما تقرأ لرحالة مثل جوليوس أوتنغ يشعرك هذه الرحالة بنموذج الالماني المتعالي والمتعصب لعرقه مثلما يشعرك بحالة الاسنفزاز التي يعيشها وتلازم شخصيته , يعكسها استخدامه بعض الالفاظ الساقطة مثل الوقح , القذر ' الرديء ، حتى عند ما كانت تلاحقه النساء لكتابة بعض التعاويذ لاطفالهن أو الرجال لتحصينهم من الرصاص واعترافه بكتابة عبارات سخيفة مثل ( ايها الصغير القذر ارجو ان لا تكون بخيلا مثل والدك ) أو ( ايها التعيس فليخرج الرصاص من جسدك كما دخل ) والفاظ اخرى تدل على انه شخص غير مهذب نقرأ شيئا منها في هذه اليومية عند ما كان يمر بمنطقة الجوف واصفا بعض حماقاته كاستلاله سيفه على ماعز عبثت بسرير نومه ليلا وتصرفات أخرى جعلت الصبيان يسفهونه ويسخرون منه بأهدائة مثلا رمة ضبع ميت عثر في بطنه على بقايا يد بشرية ولم يمتدح في هذه اليومية سوى خبز اونبات السمح الذي تشتهر به منطقة الجوف حتى يومنا هذا والذي خصه زميلنا الشاعر المبدع سليمان الافنس الشراري بكتاب اسماه (كتاب السمح ) شمل كل ما يتعلق بهذه النبته الشهيرة .. هنا يقول الرحالة ضمن كتاب الرحالة الاوربيون في شمال الجزيرة العربية : قدم إلى القرية شاكيا احد اوغاد قبيلة (...) ويدعى حوران وهو مالك 40 رأسا من الضأن يهيم بها طوال العام في الصحراء ليعيش منها , وأوضح انه بالامس عند ما كان على مقربة من القرية تم حجزه وجره إلى مسافة بعيدة ونهبت أغنامه ان اللصوص هم من قبيلة (...) وعددهم 16 رجلا كانوا على 8 جمال كانت الشمس قد غربت عند ما سمعت اصوات طلقات نارية فخرج الناس إلى خارج القرية لمقابلة القافلة , والتي كانت قد غادرت من هنا الى حوران وهي تحمل الحبوب ثم الاحتفاء بخمسين إلى ستين بتقديم القهوة بصورة احتفالية أما انا فقد سحبت نفسي إلى مقر اقامتي لانعم بالنوم إلى ان اقلقت راحتي مرارا , جاء اولا ( مطيلق ) الردئ ليأخذ أواني القهوة , فقام محمود باعطائها له , بعد ذلك بفترة وجيزة حضر طالبا ( مصباح الزيت ) الذي لا اسطوانة له والذي لم استطع استعادته منذ ذلك الوقت رغم كل توسلاتي وتكرار الوعود الكاذبة , في وقت لاحق حضرت ايضا ( طريفة ) العجوز إلى الداخل في طلب المصباح وتسببت في ضوضأ قاتلة , وحتى بعد أن بدأت أغفو لانام ظهر شاب تحت الباب يحمل سعفة نخيل! مشتعلة ذات لهب يبحث عن المصباح مرة أخرى . في يوم الثلاثاء25 سبتمبر عام 1883 م صحوت مبكرا قبل شروق الشمس وراقبت منظر تبادل السلام وتبادل ما هو جديد من اخبار . لوجبة الصباح كان يوجد ( سمح ) وهو نبات ينمو في كل مكان في شمال الجزيرة العربية يشبه العشب ذو الاواق الصغيرة ويزهر بلون اصفر فاقع وله ثمر بحجم البازلا ويحتوي الثمر على بذور بنية ويجمع ويطحن ويعجن وبعد خبزه يخلط بالسكر والزبدة . وكان يبدو كشوكولاتة الجبن وطعمة ليس رديئا . انه حقا خبز الصحراء في الليلة قبل الماضية اصطادوا ضبع بواسطة فخ حديدي واراد بعض الشبان أن يقدموه لي نبات السمح كلحم للشواء الا انني وجدت في معدة الحيوان يد بشرية وقام محمود بطرد الشبان شر طردة . ليوم شحذني أحد البدو من قبيلة ( ... ) مدعيا انه وزملائه عند ما كانوا في الحرة تم الاعتداء عليهم وتم نهب جميع ما يملكون من ابل , فقمت باعطائه ربع مجيدي . بعد مضي ستة ايام سمعت ان ما ذكره كله محض كذب وافتراء . فعلى العكس تماما أتضح أنه وشركاءه في الجريمة قد قاموا بسرقة 25 جملا من الجانب الشرقي لجبل الدروز. بعد ما سافر عبد الله ومطيلق معاً حوالي المساء في رحلة يومين إلى إثرى وكان لا بد لضيوفه ان يكونوا في حلقي لشرب القهوة . كانت تؤخذ الربابة ويؤدى معها الغناء إلى وقت متأخر . لقد واجهت بوضع سريري في الفناء على طول . ورقدت لكي انام , أحد الشبان عديمي الادب يدعى نسال كان من الوقاحة بحيث حشر رجليه بيني وبين الجدران على السجاد , أمسكت رجليه في الحال وقذفت به مع بعض السباب والشائم كان ذلك بمثابة اشارة تحذيرية للاخرين لان يقبعوا في واحد من الاركان بالرغم من دفاعي المستمر لكن الهراء لم يكن له أي نهاية عند ما جاءت ما عز إلى موضعي قفزت واقفا وأمسكت بسيفي المسند بجانبي تكشيرة ضبع