من يعتقد بأن ربط حزام الأمان أثناء قيادة السيارة من أجل إرضاء رجل المرور أو تفادي الحصول على مخالفة فهو واهمٌ واهم. كذلك من يعتقد بأن ربط الحزام هو قيد يسأل الله أن يريحه منه فيتمنى غياب ضابط النظام فهو أكيد واهم. ومن لديه قناعه بعدم جدوى ربط الحزام وأثره في تقليل نسبة الإصابات والوفيات الناتجه عن اصطدام المركبات وانقلابها فلا بد عليه أن يُغير قناعاته لأنها بكل بساطة خطأ في خطأ. من هنا أقول ايها السيدات والسادة إن الحكاية ليست عدم وعي الناس بالقوانين فقط بل خلطة من توابل سلوكية ( كسل، لامبالاة، تهور، تفاخر زائف، غياب الضابط النظامي، عدم العدل في تطبيق العقوبات وأخيراً مناخ عام يُغري بالفوضى والفلتان)، لهذا لن يتم التزام الناس بالقوانين والأنظمة ما لم تُفكك تلك الخلطة ويتم تذويبها في سلوكٍ مُنضبط قوامه فرض القوانين على الكبير والصغير مع التنبيه المُتكرر بما هو مطلوب فعله. أتكلم عن جزئيّة حزام الأمان الذي يُعتبر من العناصر المهمّة في أيّ خطّة تهدف الى تقليل آثار حوادث السيارات مع التأكيد بأن ربط الحزام من عدمه ليس له علاقة بمنع وقوع الحوادث، ومع هذا وصل استهتار البعض بقضيّة الحزام لدرجة قيام الكثير من السائقين بشراء قطعة بلاستيكية يبدو أنها من صنع محليّ لا تتجاوز قيمتها عشرة ريالات كما يقول الخبر الذي كتبهُ في هذه الجريدة الزميل عبدالمجيد الجبيري بتاريخ 28 أغسطس 2009م ويتم تركيبها في القاعدة لإخماد صوت جهاز التنبيه لمن لم يربط الحزام ..! أرأيتم كيف تفعل خلطة التوابل السلوكية آنفة الذكر وإلى أي مدى يُخاطر الانسان بروحه ؟؟ ماذا لو عرف السويدي نيلس بوهلين مخترع الحزام قبل حوالي نصف قرن بما يفعل ربعنا، أكيد سيُمزّق براءة الاختراع. قضية احترام القوانين وحفاظ الناس على سلامتهم منظومة من المسؤوليات تشترك فيها عدّة جهات وحين تغيب إحداها يحدث الخلل فما بالك حين يغيب مُعظمها؟؟