احتج دافع الضرائب الأمريكية على ما سوف يصرف على الأم الأمريكية التي أنجبت ثمانية توائم لأنه يعتبر نفسه أنه غير مسؤول عن امرأة مخبولة ارتأت أن تنجب ثمانية اطفال خارج المؤسسة الزوجية ولديها غيرهم ستة اطفال آخرين دون أب يساندهم أو يصرف عليهم، والسبب أنها كما صرحت والدتها تحب الأطفال وتموت فيهم، ولذلك قررت أن تنجب كل هذا العدد المهول منهم لتشبع غريزة الحب لهم لديها، دون أن تفكر في قاعدة (من أين سيأكلون؟ أو يلبسون؟ أو حتى يوفر لهم العلاج؟. والمواطنة الأمريكية العربية الأصل تعيش حياة متهالكة كما أوردت الصحف، ولا رجل معها مسؤولاً عن كتيبة أطفالها، سوى المحامي الذي أنشأ لها موقعاً على الانترنت لجمع التبرعات لسد أفواه هؤلاء الأطفال، ومن ثم اضطرت إلى الاختفاء، وعدم الظهور بعدما تلقت تهديدات من مجهولين بسبب هذا الانفجار السكاني العربي الذي بثت به الرعب في نفوس الامريكيين الذين يتكبدون دفع الضرائب، ويغضبهم أن تستكردهم هذه المرأة العربية العاطلة عن العمل وتنجب 14 طفلاً دون مبرر ودون وجود إمكانات مادية لديها لرعايتهم، ودون زوج يتكفل بالمهمة سوى أنها تحب الأطفال، وعلى الامريكيين مساعدتها مادياً ومعنوياً لتحقيق حلمها هذا. وما طرحته المواطنة العربية الأمريكية هو في الأصل عربي خالص لكن تختلف فيه المبررات. فكم زوجاً وزوجة لدينا أنجبوا فوق العشرة أطفال وليس لديهم ما يكفي لإعالتهم؟ وكم زوجاً انجب من عدة نساء ما يزيد على العشرين وليس لديه سوى فيض الكريم؟ وكم زوجة لا تزال تواصل الإنجاب، والزوج عاطل عن العمل، ولا دخل يكفي لإعاله طفل فكيف ان كانوا اطفالاً. وكم اسرة لا تعرف معنى ان تؤسس حياة كريمة لأطفال تسببت في قدومهم إلى هذه الدنيا؟. وماذا يعني أن تواصل أم ببرود شديد بالتضامن مع الأب الإنجاب، ومن ثم تبدأ مرحلة البحث عن الطعام من خلال المعاريض، والشكوى على الأبواب، والاتجاه إلى الصحف أحياناً؟. ماذا يعني أن يترزز أحدهم في صحيفة طالباً المساعدة لأن لديه 25 طفلاً من ثلاث زوجات وطبعاً لا يزال ينجب وهذا شأنه كما يرى، لكن على المجتمع المدني مؤسسات وقبلها دولة ان توفر له الطعام أو الشراب وهو عاطل عن العمل، ولا يقوم سوى بمهنة الإنجاب؟. يشتكي من عدم دفع الإيجار، ومن انقطاع الكهرباء، ومن عدم القدرة على سد أفواه هؤلاء الجياع، المشكلة أنك لو ساندته وذهبت إليه بعد ثلاث سنوات لوجدته قد أنجب ستة آخرين. هذا الانفجار السكاني الرهيب لبعض الأسر لم يتزامن مع قدرة مادية تفي بأغراض القادمين وتمنحهم حياة كريمة، وآمنة، وتسمح لهم بالتعليم كحد أدنى، بل أغلبه ينطلق من مفهوم قديم ومكرر ان هؤلاء العيال (رزق من رب العالمين ولا أحد يمنع رزقه أو يقف أمامه، وما دام المولى أراد فلا راد لمشيئته) طيب ونعم بالله أراد المولى لكن لماذا لا تعمل أنت لتطعم هؤلاء، ولتشكر المولى على نعمه يرد الزوج وقد ترد الزوجة وبضيق شديد «رزقهم على الله» واللي كاتبه لهم رب العالمين حيوصل عليهم، وكل طفل يولد ورزقه معه، طيب رزقه دون سعي غير مفهومة لأن الرزق يأتي بالسعي إليه «اسعَ يا عبد وأنا أسعى معك» عليك بالسعي لتحقيق رزق هذا الطفل لأنه لن يطرق بابك ويأتيك وأنت في مكانك، وانت تدخل معهم في جدل عقيم وغير ذي جدوى تخرج منه أن الزوج كسول ومتهاو ولا يرغب في العمل، وان عمل براتب ضئيل جداً يتناسب مع امكاناته الفكرية والتعليمية وحتى الجسدية، ولن يبحث عن عمل إضافي أو مكمل، فقط يكتفي بهذا العمل، لهؤلاء الأطفال المتناثرين في الشوارع، وداخل حجرتين أو ثلاث إن وجدت وبدون أغطية، أو أمكنه تسمح للقادمين من الاخوة من النوم بجانبهم مستقبلاً. (كله على الله ولا أحد سوف يموت قبول يومه، ولو ربي كاتب لهم أن يعيشوا، حيعيشوا إحنا عشنا 15 فردا في غرفة واحدة زمان). هذا كان رد امرأة التقيتها في عزاء، كانت حاملا وهي تقف في منتصف الاربعين تقريباً ولديها ستة عشرة طفلاً، وكانت تتساءل عمن يعرف الجمعية الخيرية ليدلها عليها لأنها بحاجة إلى مساعدة، فتداخلت امرأة شابة متحمسة وقالت لها راتب زوجك كام قالت 2500 ريال، والإيجار 1200 ريال ومتأخرين ثلاث سنوات؟ طيب أحد يساعدكم قالت الله لا ينسى عباده، طيب لماذا لا يعمل زوجك، ولماذا لا يعمل ابناؤك ان كان منهم من هم في سن العمل؟ قالت كلهم لم يكملوا تعليمهم بطلوا من سادس وأولى متوسط ودوروا جنود ولم يجدوا سألتها المتحمسة (طيب ما دامت ظروفكم سيئة لماذا لا تزالين تحملين حتى الآن وانت غير قادرة على إعالة الخمسة عشر وحتى الحمل خطر على سنك الآن، بهدوء شديد أجابت وهي تستند إلى الكنبة لتغادر ان العيال رزقهم على الله، وان الجاي سيأتي بخيره معاه، ملقوفة بجانبي أحبت أن تغلق أبواب الحوار المجاني، وقالت لها (هل زوجك بصحته وطيب ولا الله يشفيه مريض)، ابتسمت بفرح وهي تغادر وتلملم أطراف عباءتها القديمة (زوجي الحمد لله بصحته، ومتعافي، ولو ما حملت له هددني انه رايح يتزوج عليّ». صرخت واحد قالت (بإيه هوعنده شيء؟؟؟؟ وهي تغادر تركت اللحظة مشدوهة ومفتوحة على كل الأبواب!!!!!!!!