يمكننا أن نكون حمقى أحيانا، وحماقتنا هذه قد تأخذنا إلى طرق ومتاهات نحن في غنى عنها. ونحن أحيانا نعيش الحماقة عن جهل أوغباء، وفي أحيان أخرى نمارسها عن سبق إصرار وترصد. وفي كل الحالات ننتهي بمصاحبة الندم وبوعد خفي على أن لا نعود لحماقاتنا هذه. وحماقاتنا ليست بالضرورة أن تكون حماقات مدمرة أو قاضية او مخجلة - حتى لا يذهب الخيال بكم بعيداً - بل هي مجرد حماقات بسيطة، كأن تفقد أعصابك أوتتفوه بكلام غير لائق أوتجاري صديقاً في تصرفات لا تتناسب مع شخصيتك، وهنا سيجرنا الحديث إلى تأثير الآخرين علينا وإلى الضغط الذي قد يعيشه الإنسان في محاولة للتكيف مع الجماعة التي يريد أن ينتمي لها. وكم منا من كان يرغب في أن يكون من الشلة المشهورة في المدرسة ولأجل ذلك غير من نفسه ومن شكله ومن تصرفاته حتى تتقبله المجموعة؟ محاولة الانتماء هذه قد تشوش التفكير وتجعل الإنسان يغير من شكله ومن نفسه ومن أفكاره وربما أخلاقه وهنا تكمن المشكلة، خاصة إذا كان هذا الإنسان مجرد مراهق لا يملك من التجربة والحكمة ما يساعده على اتخاذ القرار السليم، أو إذا كان الإنسان ذا شخصية مهزوزة أو يمكنه بسهولة أن يتأثر بآراء الآخرين وإلحاحهم. في هذه اللحظات تصبح كلمة "لا" صعبة لأنه إنسان يسعى لأن يتقبله هؤلاء الآخرون أيا كانوا ومهما كانت أفكارهم وتوجهاتهم وشخصياتهم حتى وإن كانوا يمثلون الضد أو الصورة الأخرى المعكوسة. تمسكك بكلمة "لأ" قد تكون انتصاراً لك ولشخصيتك ولمبادئك ولكل ما تمثله، وليست بالضرورة أن تكون دلالة على العناد أو ضيق الأفق. في المراهقة تكون في مرحلة تكوين شخصيتك وقد تبحث عن ملامح هذه الشخصية من خلال الشلة التي تنتمي لها أو من خلال نظرات الأصدقاء وأفكارهم، لكن تذكّر دائما أنك مميز ومحاولتك للانتماء للشلة لا تعني أن تنسلخ من شخصيتك وأن تمسحها وأن تحاول القيام بتصرفات لا تعبر عنك لرغبة في إسعاد الآخرين أو حتى يتقبلوك. وتذكر أيضا أنه ليست كل الحماقات تبعاتها محدودة أو وقتية!