أعلنت روسيا الاثنين أنها سيطرت على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، والتي تُعدّ خط إمداد استراتيجيا للقوات الأوكرانية، إضافة إلى بلدة فوفشانسك في شمال شرق البلاد. وقال الكرملين عبر منصة تيليغرام إن "رئيس الأركان فاليري غيراسيموف قدّم تقريرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تحرير مدينتي كراسنوارميسك -الاسم الروسي لبوكروفسك- وفوفشانسك. وبحسب الكرملين، فقد رُفع هذا التقرير إلى الرئيس الروسي مساء الأحد، لكن الإعلان عنه لم يصدر إلا الاثنين. ونشرت وزارة الدفاع الروسية بُعيد ذلك مقطع فيديو قالت إنه يُظهر جنودا روسا يرفعون علمهم في الساحة المركزية لمدينة بوكروفسك. وتشهد بوكروفسك التي كان يقطنها نحو 60 ألف شخص قبل الحرب، معارك منذ أشهر عدة. وقد تسلّل مئات الجنود الروس إلى المدينة منذ سبتمبر، ما أضعف دفاعات القوات الأوكرانية. وتكتسي المدينة أهمية استراتيجية كبرى لوقوعها عند تقاطع طرق وخطوط سكك حديد تؤدي إلى آخر معاقل القوات الأوكرانية في الشرق. وسيُصعّب سقوطها إيصال الإمدادات إلى القوات الأوكرانية في محاور أخرى من الجبهة، كما يوفر للقوات الروسية منصة للتقدم غربا حيث الدفاعات الأوكرانية أقل كثافة، وشمالا باتجاه مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين. كما يهدد سقوطها بتطويق الحامية الأوكرانية في مدينة ميرنوغراد المجاورة. وكانت كييف قد أرسلت تعزيزات إلى بوكروفسك مطلع نوفمبر، بينها قوات خاصة، ونفت أي حصار لقواتها في المنطقة. أما فوفشانسك في منطقة خاركيف (شمال شرق)، فهي محور معارك منذ مايو 2024، وقد دُمّرت بشكل شبه كامل. وظلت خطوط القتال فيها ثابتة لأشهر قبل التقدم الروسي الأخير. ووصف وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف السيطرة على فوفشانسك بأنها "خطوة مهمة نحو تحقيق النصر وتحقيق أهداف" موسكو في أوكرانيا. من جهته أبدى البيت الأبيض الإثنين "تفاؤلا كبيرا" بإمكان التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في حين يتوجّه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو. ويلتقي ويتكوف الرئيس بوتين المستمر في موقفه المتصلب حيال إنهاء الحرب بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء روسيا غزو أوكرانيا. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت "أعتقد أن الإدارة متفائلة جدا"، مضيفة أن الرئيس ترمب وفريقه "عملوا بجد من أجل هذه المساعي ويريدون جميعا أن تنتهي هذه الحرب". وأضافت "في الأمس فقط، أجروا محادثات جيدة جدا مع الأوكرانيين في فلوريدا والآن بالطبع، المبعوث الخاص ويتكوف في طريقه إلى روسيا" حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي. من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في البحث مع الرئيس ترمب في "قضايا رئيسية" وصفها بأنها "صعبة للغاية"، متّصلة بخطة واشنطن، بعدما أفاد المفاوض الأوكراني رستم عمروف الاثنين بتسجيل "تقدم كبير" بشأن مسودة الخطة، مع أنه أشار إلى أن "تعديلات" لا تزال ضرورية.