حالة واضحة من الحراك التجاري يعيشه سوق السمك المركزي بثول شمال محافظة جدة بثمانين كيلومتراً، حيث أيام الإجازة المدرسية وتحسن الظروف الجوية، وتوافد أعداد كبيرة من معتمري الداخل والخارج. "الرياض" زارت سوق السمك المركزي بثول ووقفت على ملامح الحراك التجاري، والتقت بعدد من المستهلكين، حيث رصدت المزاد اليومي للأسماك، وسط حضور كبير نسبة عالية منهم من العمالة الوافدة والمقيمين، ونسبة قليلة من الزوار من خارج ثول. وفي هذا الشأن قال ياسر عبد الرحمن الجحدلي "محرج" السوق: "أن ساحل ثول تتوفر فيه الأسماك بتنوع كثير ولكل وقت في السنة نوع يكثر من الأسماك، لذلك فإن الأفضل تناول الأسماك في موسم صيدها، حيث يكون ألذ وأطعم". وبين الجحدلي: "أن هناك أسماكاً تظهر في فصل الصيف وأخرى في فصل الشتاء، ومنها أسماك الديراك، والنجار والشعور ونوع يشبه الدنيس وآخر اسمه أبو كحلة في وقت الشتاء". وبين الجحدلي الذي توارث مهنة التحريج في سوق أسماك ثول عن والده أن أفضل مواسم البيع والحراك التجاري في قطاع أسماك ثول هو بعد عيد الفطر وعيد الأضحى مباشرة، لاتجاه رغبات المستهلكين في تناول الأسماك بعد أيام الصيام، فيما يشهد السوق نزولاً قياسياً في الأسعار في شهر رمضان نظراً لتدني الطلب العام من منافذ الجملة والتجزئة. في اتجاه آخر قال الصياد مخضور خضر الزنبقي: "إن نسبة الصيادين السعوديين في ساحل ثول تلامس 50 % فيما يبقى نحو شهر على أسماك الناجل والبهار مشيراً إلى أن أهم أنواع الأسماك في الشتاء الشعور الذي يتوفر بمكيات كبيرة، مبيناً أن الصياد الوطني يحتاج لمزيد من الدعم لتوطين القطاع". وفي مفهوم سائد بين الصيادين والتجار في ثول فإن ثمة معايير تؤثر بجلاء في أسعار الأسماك، منها تأثرها بالعوامل الجوية من رياح، وأمطار والوفرة، فكلما كان البحر هادئًا زاد الصيد وقل السعر، أما في حال وجود رياح شديدة أو اضطرابات بحرية، فإن كمية الصيد تقل، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. مترددون من مكةالمكرمة، أوضحوا ل"لرياض": أن وقوع ثول كسوق معروف للأسماك على طريق المعتمرين بين جدةومكةالمكرمة والمدينة المنورة، يجعلها محطة مهمة من محطات الزيارة والعمرة، فضلاً عن تطور البنية الساحلية من كورنيش وساحل بحري مهيأ للسباحة، وجامع ضخم هو جامع عمر بن الخطاب الذي يعتبر واجهة مهمة في ثول. كما أوضح المدير التنفيذي للجمعية التعاونية لصيادي الأسماك بثول باسم الجحدلي: "ثول تعتبر أحد موارد صيد الأسماك لأسواق جدةومكةالمكرمة، وتعمل على تعزيز دعم الصيادين السعوديين ودعم قطاع صيد الأسماك في المنطقة من خلال تأمين مستلزمات الصيد وأدواته من شباك وعوامات وحبال ومولدات، وقطع غيار ومعدات، وتنفيذ التجارب والدراسات لتطوير وسائل الصيد بالطرق الحديثة بالتعاون مع القطاعات المتخصصة في الثروة السمكية"، مشيراً أن الجمعية بها 190 مساهماً. وبين الجحدلي أن قطاع الصيد الأسماك في ثول يعمل به من الصيادين السعوديين ما بين 70 إلى 80 صياداً، حيث تسعى الجمعية التي يزيد عمرها عن 45 عاماً إلى المساهمة في رفع معدلات الصيد لمواجهة ارتفاع الأسعار. الزنبقي متحدثاً ل»الرياض» الجحدلي