من نعم الله على هذا العالم وجود المملكة العربية السعودية. هذه الدولة التي سخرت جميع إمكاناتها لزراعة الحياة ورعايتها في أي مكان وزمان دونما اعتبارات ضيقة للعرق واللون والجنس، ولو أردنا استعراض شواهد هذه الحقيقة لاحتجنا إلى مجلدات ومجلدات، ولكن سأتحدث هنا عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.. هذه اليد السعودية المباركة التي أينما حلت حل معها الأمل والخير والسلام وهي القيم التي تمثل رسالة المملكة العربية السعودية. يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-: "انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال. فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة".. ويواصل -حفظه الله-: "سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة". ومع أن المركز قد استهدف في بدايته مساعدة الأشقاء في اليمن، إلا أنه اليوم يعمل في أكثر من مئة وثماني دول، وقد تجاوزت عدد مشاريعه -حسبما ورد في موقعه الإلكتروني- 3647 مشروعاً بقيمة إجمالية تجاوزت 8,157,397,598 دولاراً، وقد شاهدنا الأسبوع الماضي جهود هذه اليد السعودية الإنسانية في أرض الجمهورية العربية السورية.. حيث قدم هذا المركز واحدا وستين مشروعًا مهماً تشمل قطاعات الأمن الغذائي، والصحة، والدعم المجتمعي، والمياه، والإصحاح البيئي، وإعادة تأهيل الطرق في دمشق وريفها، وترميم أربع وثلاثين مدرسة في محافظات حلب وإدلب وحمص، وتجهيز سبعة عشر مستشفى بالأجهزة الطبية اللازمة لحياة السوريين، كما تم تأمين أربع مئة وأربعة وخمسين جهاز غسيل كلوي متطور بمستلزماتها لخدمة قرابة اثنين وخمسين ألف مريض.. وكان اليتيم السوري حاضراً في قلب العطاء السعودي حيث قدمت برامج رعاية لأكثر من ألف طفل سوري. إن ما تم على أرض سورية الحبيبة ليفوق الوصف ويستعصي على الحصر، وما ذكر إلا غيض من فيض في حق المملكة العربية السعودية هذه الدولة المباركة التي جعلها الله إحدى أهم نعم العالم المعاصر.. فحين تمتد بعض الأيادي لتقتل وتسرق وتهجِّر تأتي اليد السعودية لتزرع الحياة.