من يتابع عن كثب مسيرة "الصندوق الثقافي" يقرأ فصلاً جديداً من رواية سعودية عنوانها: "هنا يظهر الإبداع.. وهنا تُصنع الفرص. فمنذ انطلاقته، كان الصندوق بمثابة الوعد الصادق لكل سعودي بأن الحلم لا يمكن تركه لوحده، بل يُرعى، ويصقل، ويُعزز، ويُستحث، ليكبر ويتمدد ويثمر. برعاية وزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وإدارة متميزة من ماجد بن عبدالمحسن الحقيل، مدير عام الصندوق، تحوّل "الصندوق الثقافي" إلى منصة وطنية تجيد الاستماع لطموحات المبدعين، تبذل الجديد في كل يوم، توفر التدريب والحلول التطويرية، تقدم الفرص، وتبث الاستشارات، وتؤمن كل الإيمان بأن الاستثمار في العنصر البشري هو أثمن استثمار. في كل مشروع، هناك قصة تم استهلالها بدعم ومساندة من الصندوق، وأصبحت بعد ذلك حكاية حقيقية يجب أن تُروى. فقد مكَّن أكثر من 120 مشروعاً ثقافياً من النمو والتوسع، وساهم في خلق أكثر من 3500 فرصة وظيفية، إلى جانب إضافة أكثر من مليار ريال سعودي للناتج المحلي الإجمالي، ولم يكن هذا الدعم مقتصراً على جهة بعينها، بل شمل جميع القطاعات الثقافية ال 16، وامتد إلى سبع مناطق مختلفة في المملكة، من الرياض والمنطقة الشرقية، إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وصولاً إلى عسير والباحة ونجران، كما نجح الصندوق في توقيع اتفاقيات مع 5 مؤسسات مالية بارزة لتعزيز خدمات التمويل الثقافي، إضافة إلى شراكات أخرى مع كيانات رائدة، تهدف إلى تحقيق الأثر الاقتصادي المستدام للقطاع. هذه شواهد حية ووفية على منهجية وطن اختار أن يجعل من التمكين وإيجاد الفرص للطاقات البشرية مرتكزه الرئيس والأول. ولا يتوقف دور الصندوق عند تطوير المهارات، وتمكين المبدعين، وخلق بيئة مستدامة للابتكار والإبداع فحسب، فهناك مساحة كبيرة للمشاريع الثقافية الناشئة، حيث يحصل أصحاب الأفكار الواعدة على قسائم مالية خففت عليهم تكاليف تأسيس وتشغيل مشاريعهم الثقافية، بينما استفاد 500 شخص من جلسات استشارية متخصصة ساعدتهم على تحسين كفاءاتهم الإدارية، والمالية، والفنية، وكأن الصندوق الثقافي يحدِّث روّاد الأعمال وعشّاق هذا القطاع من المهتمين المحليين والدوليين: لستم وحدكم، نحن هنا معكم، نحن نؤمن بكم. يعمل الصندوق كالقلب الذي ينبض في جسد الوطن، يسكب الأمل والثقة في كل ناحية، هو ليس لتقديم الدعم المالي فقط، بل قصة متواصلة تكتبها المملكة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية للثقافة وأهداف رؤية المملكة 2030، لتقول لكل العالم: أنا هنا، لا أترك الطموح يعيش على الانتظار. وطننا الكبير "المملكة العربية السعودية" هو وطن النشاطات والمشاريع التي تعمل كلها لإحراز منجزات أكبر وأشمل، إنها تصنع المستقبل الذي يليق بطموحات قيادتها الرشيدة وأبنائها.