اختبار قوة الأندية الأوروبية وميزانها عن طريق دوري الأبطال، وهذا الذي فشل فيه فريق مثل باريس سان جيرمان الفرنسي فشلاً ذريعاً وعلى مدى سنوات! باريس من أكثر الأندية التي صُرفت عليه أموال طائلة في السنوات الأخيرة، ولم يتعد نجاحه إلا في حدود بلاده! وكان لدى ملاكه أمل أن يكون واحداً من الفائزين بدوري أبطال أوروبا مثله مثل الريال والبرشا وميلان.. والأمل والتمني يختلف عن تحقيق النجاحات والأهداف. يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: ما كل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. ولنا أن نتخيل أن باريس صاحب أغلى صفقة في التاريخ بجلبه للنجم البرازيلي نيمار بقيمة مقدرة ب222 مليون دولار، واللاعب نفسه لم يفيده فنياً كثيراً! وضم نجوما كثيرة على رأسهم الأسطورة ميسي وراموس وإبراهيموفيتش وغيرهم الكثير، بعدما حققوا كل شيء في مسيرتهم، وهذا ما جعلهم يلعبون معه دون طموح! ويبدو أن الدوري الفرنسي الضعيف خدع مسؤولي هذا النادي، والدليل حينما اختبر وانكشف أمام فرق لديها الشخصية والكاريزما والخبرة المكتنزة. ليس السر في جلب أبرز النجوم العالمية، السر يكمن في شخصية النادي وقوة دوريه الذي يعد المحفز الأبرز والمقياس الأقوى له، وهذا الذي لم يتوفر في باريس رغم صفقاته القوية! والدليل أنه خسر من فريق دورتموند الألماني الذي لا يملك أسماء تضاهي الأسماء التي لديه ومع ذلك استطاع كسبه وتغلب عليه ووصل النهائي على حسابه وحساب لاعبيه الأفذاذ! حقيقة اغتر الكثير بعدما تجاوز باريسبرشلونة في دور ربع النهائي، وهذا لا يعطي مقياسا لأن برشلونة فريق متوعك وبعيد كل البعد عن مستوياته التي نعلمها. أكاد أجزم لو كان برشلونة بنصف عافيته ومستواه لهزم باريس وأخرجه من البطولة، ولكن حكم الظروف التي جعلت من باريس وغيره أن يسدد ديونه وفواتيره عليه. وإذا أراد باريس أن يحقق دوري أبطال أوروبا فعليه أن لا يفكر في الدفع المالي المتدفق؛ بل عليه أن يرسم إستراتيجية مختلفة عن السابق، مثل ما يقول المثل: إذا أردت تغيير النتيجة فأعمل عملا مختلفا عن عملك السابق. حسين البراهيم - الدمام