المتابع لدوري أندية الدرجة الأولى "دوري يلو" يدرك أن هذا الدوري هو أشبه بسباق العشرة آلاف متر، فهو دوري ماراثوني طويل وشاق ويشهد الكثير من التقلبات والانقلابات خصوصاً مع اقترابه من الحسم، فالفرق التي تتواجد في الصدارة مطلع الموسم ربما تجد نفسها في مناطق قريبة من القاع في آخر الدوري. وعلى الرغم من أن القادسية وهو الفريق الوحيد الذي تم تخصيصه في "دوري يلو" كان حاضراً منذ البداية باعتباره الأكثر جاهزية علاوة على أنه مملوك لعملاق الطاقة "أرامكو"، إلا أنه لم يكن بمنأى من تلك المطبات حتى نجح في الجولات الماضية بالابتعاد نسبياً بصدارة الترتيب، لكن ما يستحق الإعجاب والثناء هو الحضور اللافت لفريقي العربي والخلود وهما اللذان يكبتان قصة نجاح جديرة بالاحترام. فالعربي الذي عانى كثيراً طيلة عقدين من الزمن حتى وجد نفسه في دوري المناطق استطاع العودة بهدوء وسط دعم من رئيسه أمين الملاح الذي يراهن على التواجد في دوري الكبار في الموسم المقبل، إذ استطاع أن يصنع ومعه صناع القرار في النادي القصيمي العريق فريقاً واعداً يضم أسماء مميزة مدعوماً بعناصر أجنبية مؤثرة، وعلى الرغم من حالة التراجع التي عاشها الفريق في أواخر الدور الأول إلا أنه عاد بقوة ونهض وأصبح منافساً شرساً وقريباً للغاية من تحقيق حلم الصعود لدوري الكبار بعد أكثر من 30 عاماً من الغياب. الأمر ذاته ينطبق على فريق الخلود من الرس الذي صعد من دوري المناطق مروراً بالدرجة الثانية ووصولاً لدوري الدرجة الأولى وعمل مسيروه بقيادة محمد الخليفة بهدوء على بناء فريق يمكن أن ينافس واستطاع تثبيت أقدامه في الموسمين الماضيين في دوري الدرجة الأولى واكتساب النفس الطويل حتى بات منافساً حقيقياً ومرشحاً فوق العادة للصعود وأخذ مقعد جاره الحزم. نحن أمام قصة من النجاح تبرهن على أن المال إن حضر ومعه الفكر الإداري السليم فيمكن من خلالهما تحقيق النجاحات والوصول لأهداف كانت بعيدة المنال في وقت مضى. العربي يقدمها - د. سلطان السيف