انتهت الجولة الخامسة والعشرون من دوري روشن السعودي، مباريات متنوعة بنتائج منها ما هو متوقعة ومنها ما هو غير ذلك، العنوان بكل اختصار الهلال بالصدارة وبفارق ال 12 نقطة عن ملاحقه النصر، النصر فاز على الطائي بنتيجة ثقيلة خمسة إلى واحد، وهنالك في الأطراف الأهلي تعادل مع الاتفاق، والاتحاد فاز على الفيحاء، والمباراة الأكثر متعة وقوة كانت الهلال مع الشباب، جنون كرة القدم تجلى في هذه المباراة، وكادت ولم تكن، أن تتعطل سلسلة انتصارات الهلال في رقمها ال 30، غير أن التاريخ يريد الهلال كي يدخل موسوعة التميز والأرقام غير المسبوقة. تقدم الشباب بهدف، وعاد الهلال بالأربعة، هنا النتيجة على مستوى الهلال الذي نعرفه طبيعية جدا، لكن ما حصل بعد ذلك ليس عودة الشباب بهدفين ويقترب من التعادل مع الهلال، لكن المفاجأة كانت هو ما فعله الشباب في الهلال، فلأول مرة هذا الموسم نشاهد الهلال مضغوطا ومحصورا ويعاني، ولأول مرة نشاهد الهلال هذا الموسم غير متمكن ونفقد الثقة في النتيجة التي سيحققها، عندما سجل الشباب الهدف الأول، توقعنا بكل أريحية عودة الهلال، وعاد الهلال فعلا بالأربعة، وقلنا هنا انتهت المباراة، لكن الشباب كان له كلمة أخرى، وأحرج الهلال، حتى أصبحنا ننتظر الهدف الرابع التعادل للشباب، ونحن واثقون أن الهلال لم يعد لديه ما يقدمه في المباراة، للمحافظة على النتيجة، ولا تقدم بهدف خامس، ولكن وفي هذه اللحظات بالذات، رأينا وشاهدنا كيف يكون للمدرب كلمته، وكيف يتعامل بواقعية متناهية، وكلمة السر دائما خيسوس. ما فعله خيسوس حين تيقن أن فريقه فقد المبادرة، وأن الشباب تفجرت فيه قوة غير مسبوقة ولم تكن في الحسبان، كان من الطبيعي وتوقعنا أن يعدل خيسوس بخطته وأن يسحب مهاجما ووسطا ويدفع بآخرين لكي يعيد التوازن للمباراة، ويعيد الهجمات ولو المرتدات إلى منطقة مرمى الشباب، لكن خيسوس لعب المباراة على أنها نهائي بطولة، وليس مباراة في دوري هو يتصدره أساسا، ما فعله أنه سحب المهاجمين وأشرك لاعبين ملتزمين دفاعيا، ورسالته كانت للاعبين اصمدوا في العشر دقائق المتبقية نريد الفوز بأي طريقة كانت، وسلم المباراة للشباب ولعب بالأسلوب الإيطالي البحت، دفاع ثم دفاع ولا شيء إلا الدفاع. حقيقة فكر خيسوس ممتاز، يريد النقاط الثلاث، يثق في قدرته الدفاعية، لمس تعجل لاعبي الشباب، لم يحمل لاعبي الهجوم في فريقه ضغوطات قد تؤدي إلى حالات طرد وإنذارات، احترم رغبة الشباب وتماشى مع الحالة التي دخل فيها فريقه في المباراة، وانتهت المباراة بالفوز الأصعب، وبتعليق أن الشباب كان يستحق على الأقل التعادل، لكن الهلال في الصدارة والسلسلة مستمرة، فجوة أو خلل تم تسجيله على فريق الهلال، فهل كان غرورا أو ثقة زائدة بالنفس، هل اللاعبون مرهقون، هل خروج ميتروفيتش كان له تأثيره السلبي، كل هذه أسئلة مطروحة، لكن الجواب عليها يكون لزاما أن تكررت هذه الحالة مرة أخرى مع الهلال، وحتى يلعب الهلال مع فريق أقوى منه أو مساوٍ له بالقوة، سنستمر بالقول إن الهلال هذا الموسم غير، وفوق العادة. د. طلال الحربي - الرياض