رفادة بيت الله الحرام وما تقوم به المملكة العربية السعودية حكاماً وشعباً من واجبات كبيرة وجب إبرازها وتقديم جزيل الشكر لها، وهذا ليس بغريب على أهل هذه البقعة المباركة فمنذ أزمنة وعقود ومنذ وجود الكعبة المشرفة على أرضها المباركة تبارى الناس في خدمة بيت الله الحرام. قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ). [آل عمران، آية: 96] ومع تقادم السنوات والعصور ومع بزوغ نهايات القرن العشرين وبدايات هذا القرن نجد نهضة متكاملة واهتماما خاصًا توليه المملكة العربية السعودية لهذه البقعة المقدسة من خلال خدمة الحاج والمعتمر، خاصةً في أوقات ذروة العبادات كشهر رمضان المبارك وموسم الحج ومع التوسعة المتكاملة للبيت الحرام والمسجد النبوي الشريف وإنشاء البنى التحتية المساندة لتلك التوسعة بمليارات الريالات نلمس التغيير الذي حدث من حولنا في وجود الكثير من الخدمات والأماكن المريحة المتسعة لتلبية كل ما يحتاجه الزائر من خدمات داخل وخارج الحرم، كتوسعة المطاف وزيادة عدد طوابق المسعى ووجود السيارات الكهربائية لذوي الاحتياجات الخاصة وتوسعة المسجد ليلبي الأعداد المتزايدة من الحجيج بالإضافة إلى توافر دورات مياه مريحة وراقية وفي الخارج تم بناء آلاف الفنادق الراقية وشق الطرق المختصرة وبناء الجسور والقواطع لتنظم الحركة المرورية بسلاسة وإقامة الأنفاق المؤدية للحرم ومع وجود آلاف الكوادر البشرية التي تقوم بخدمة حجاج بيت الله الحرام وفي جميع المجالات والاحتياجات اللوجستية تم توفير البيئة المناسبة للحاج والمعتمر مع وجود الوسائل المعينة حيث تجد أن المملكة ولله الحمد نجحت في إدارة مواسمها بامتياز وبقدرة عالية عاما بعد آخر. اليوم أجد وأنا الزائر لبيت الله الحرام العين الساهرة على راحتي في كل مكان وأجد ما أحتاجه من رفادة من أبناء هذا الشعب الكريم وحكومته الماجدة وأرى في تطوافي للبيت سمات السعادة في وجوه من يزور البيت في سكنى الفؤاد وراحة البال وروحانية المكان في أطهر بقعة مباركةً كما أجد في نفسي وأنا استقبل بيت الله الحرام راحةً نفسية عالية بما يناله المؤمن الزائر لحرم الله كما أجد كل تقدير واحترام وتسهيل لأمور عمرتي بحمد الله رغم ألوف الزائرين وزحام المكان. وفق الله القائمين على خدمة بيت الله ومسجد رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - إلى كل خير وجزاهم عنا والمسلمين الأجر العظيم، ونصر الله المسلمين وأذل المشركين في فلسطين وسائر بلاد الأرض. شكرا للمملكة فيض المعروف الذي تقوم به في خدمة عباد الله في أطهر البقاع، ونسأل الله لها الأمن والأمان والخير كله بإذن الله، فريادة الحرم بين الأصالة وحسن الكرم. * إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية